قوس قُزح
ذات صباح أشرقت الشمس فأرسلت خيوط أشعتها الذهبية في الأرجاء معلنة ميلاد يوم جديد، تدعو الناس للاستيقاظ بكل همة ونشاط، لكن السماء كانت ملبّدة بالغيوم المثقلة بالمطر، فحجبت قليلاً من أشعة الشمس.
الغيوم ألقت التحية على الشمس وقالت: أهلاً بمن جاء بالصباح وأضاءت بنورها الفضاء. ردت الشمس التحية وقالت: أهلاً بك أيتها الغيوم، يبدو أنك اليوم ستمطرين. أجابت غيمة: نعم، بعد قليل سنتعرض لمنخفض جوي، ولن نستطيع أن نكمل رحلتنا، فلا بد أن نفرغ حمولتنا من المطر في تلك المدينة.
قالت الشمس: إنه لخبر سار، سأرسل أشعتي بكل طاقتي لكي يتكون قوس المطر الجميل، ما أجمل البهجة التي سأراها على وجوه الأطفال عند رؤيتهم لذلك القوس ذي الألوان السبعة... كل ذلك بفضلي وفضل أشعتي.
قاطعتها غيمة وقالت: بل نحن من نشكل قوس المطر، فلا قوس مطر بلا مطر! اختلفت الشمس مع الغيوم في سر تكون قوس المطر واحتدم الجدال، وفي أثناء ذلك بدأت حبات المطر تهطل من الغيوم، وبعد قليل بدأ يظهر في السماء قوس ذو ألوان خلابة يجلب الفرح والسعادة، وكأن السماء قد تزينت.
التفتت غيمة إلى ذلك القوس، وقالت: توقفوا عن الجدال وانظروا هناك... إنه قوس المطر! قالت الشمس: ما أجمله. قالت غيمة: دعونا نحتكم إلى قوس المطر نفسه، ونسأله من المسؤول عن تشكيله...
وافقت الشمس وبقية الغيوم. قالت الشمس: لملايين السنين مازلت ملهماً وبراقاً، لونت سماءنا بأزهى الألوان... يا قوس المطر العزيز، أخبرنا كيف تشكلت؟ أليست أشعتي هي التي قامت بذلك؟
أجاب قوس المطر: يا مرحباً بالشمس المشعة والغيوم الطرية، إن لسؤالكما عندي جواباً وسيرضي كليكما، أنا عبارة عن ظاهرة طبيعية ناتجة عن انكسار وتحلل أشعة الشمس خلال قطرة المطر... أيتها الشمس الرائعة، إن ضوءك يحتوي على عديد من الألوان الطبيعية، وهي عبارة عن أشعة تختلف في سرعتها عند انتقالها من وسط لآخر كالهواء والماء.
تعجبت الغيوم من كلام قوس المطر، وقالت: إن اسمك نُسب للمطر الذي نحمله، فكيف تقول ذلك؟ قال قوس المطر: ومَن ينكر فضلك أيتها الغيوم وما تحملينه من أجمل قطرات التي تسقي الزرع وتروي البشر وفيها الخير الكثير؟ إن ضوء الشمس ينكسر( أي ينحرف عن مساره قليلاً) عند دخوله عبر قطرات المطر ثم ينعكس، أي يرتد عن سطحها الداخلي، وثم ينكسر عند خروجه من القطرة، ويكون قد تحلل إلى ألوان سبعة هي التي تشكل شريط الألوان الجميل في قوسي، مبتدئة باللون الأحمر من الخارج ويتدرج إلى البرتقالي فالأصفر فالأخضر فالأزرق فأزرق غامق( نيلي) فبنفسجي من الداخل. أنتما اتحدتما أيتها الشمس وقطرات المطر لتصنعاني.
اطمأنت الشمس والغيوم لتفسير قوس المطر وابتسمت جميعاً. قالت غيمة صغيرة: لماذا ألوانك تظهر على شكل شرائط؟ لماذا ليست متداخلة، بل هي متدرجة ومتعاقبة بنسق جميل؟ أجاب قوس المطر: لأن من يراني من الأرض يرى تشتت الضوء الخارج من القطرات بزوايا مختلفة تستطيع العين البشرية أن ترى ما يقع عليها بزوايا معينة فترى من كل قطرة لوناً واحداً، وباجتماع عدد كبير من القطرات في الجو في يوم ماطر، يستطيع الإنسان رؤية الانعكاس للأشعة من مجموعة من القطرات، فلذلك كل لون من ألواني يظهر على شكل شريط عريض.
قالت غيمة أخرى: ولماذا تظهر على شكل قوس؟ لماذا لا تكون خطاً مستقيماً أو دائرة مثلا؟!
ضحك قوس المطر وقال: هل تعرفين؟، في الحقيقة إني دائرة ولكن من في الأرض لا يشاهد إلا جزءاً مني والباقي يخبئه الأفق... وحده من يحلق في الأعلى يمكنه مشاهدتي دائرياً.
ابتسم الجميع وشكروا قوس المطر على إجابته، ونظروا جميعاً إلى الأرض فوجدوا الأطفال مهللين فرحين بهطول المطر، وكم بدت الفرحة ظاهرة على وجوههم برؤيتهم لقوس المطر والأثر الجميل الذي تركه في نفوسهم.
المصدر: 1
مواضيع تهم الطلاب والمربين
والأهالي
إقرأ أيضاً
قصة للأطفال: الكلب شبونجل
لم يعد كسولاً
قصة للأطفال: كوكب لا
انتظار فيه
قصة للأطفال: شجرة السنديان
وأمها الأرض
قصة للأطفال: تسونامي في
الفيليبين
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7
مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على
المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل
المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن
شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة
شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث
عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات
وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات
وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق