الصفحات

الثلاثاء، 11 أغسطس 2020

• قصة وعبرة: الحمار والخروف واللصوص


يُحكى أن واحداً من رَعِيَّةِ إمارةٍ ، في مكانٍ ما من الشرق الأوسط ، أراد أن يبيعَ خروفاً له، فربط الخروف بذيلِ الحمار حتى لا يضيع، وعلَّقَ جرساً برقبة الخروف ظنّاً منه أن صوت الجرسِ يُطمئنه على خروفه، وركب حماره واتجه موكب الرجل إلى سوق الحلال .

عصبةٌ من أخبث اللصوص كانوا يتربّصون بالرجل وبخروفه، يتابعون أولاً بأول تحركات موكبه، والرجل مُطمئنٌ  مُنتشٍ برنين الجرس، تسلل أحد عصبة اللصوص ونقل الجرس من رقبة الخروف إلى ذيل الحمار، ثم فَكَّ الخروف وسرقه بينما استمر موكب الرجل سائراً، فصوت الجرس يُطَمْئِنُه ويُفْرِحُ الحمارَ الذي أكثر من هزِّ ذنبه طرباً.
بعد مسافةٍ، التقى راكبُ الحمارِ بِلِصٍّ آخر، بادر اللصُّ قائلاً: ويحك يا رجل، أهناك عاقلٌ يربط جرساً بذيلِ حماره؟ فأجاب الرجل: ويحكَ أنت، ألا ترى أن الجرسَ مربوطٌ برقبةِ الخروف، ضحك اللص مستهزءاً وهو يقول: عن أي خروفٍ تحكي يا طيِّبْ؟! أدار الرجل رأسه باتجاه خروفه، فلم يجده، فتأَوَّهَ محزوناً وقال: يا لسوء حظي، لقد سُرِقْتُ .
نَصَحَهُ اللصُّ بِتَرْكِ الحمار لدية، والإسراع في البحث عن خروفه في مزارع المنطقه، بَحْبَشَ ونَبَّشَ وفَتَّشَ في كل مكان فلم يجد الخروف، عاد فوجد أن اللص المُؤتَمَن قد سَرَقَ الحمار وهرب، ندبَ الرجلُ حظَّه العاثر وتابع مشواره مَشياً.
بعدها، إلتقى جماعةً تحيط  ببئر ماء، إستسقاهم فأسقوه، ومن ثَمَّ  سألوه عما أتى به إلى المنطقة، فحكى لهم حكايته مع سارِقَيْ الخروفِ والحمار، قهقهوا وهم يسألوه إن كان يُتقن السباحة، أَكَّدَ الرجلُ إتقانه لها، فقالوا له مبتسمين: لقد أرسلك القدر لنا مُرشداً ومُنقذاً، فقد أَوْقَعْنَا في هذه البئر صُرَّةً فيها ذهبٌ وفير، ولا نعرف السباحة لنُخرجها، إن أخرجتها لنا، كافأناك بمالٍ كثير يكفيك لشراء أكثر من خروفٍ وحمار.
صَدَّقَهم أخونا الطيب، ودون أن يُكَذِّبَ خبراً، خلع ثيابه وغطس في مياه البئر، لم يجد شيئاً فخرج ليكتشف أن ملابسه قد سُرِقَتْ هي الأخرى، وأن هؤلاء اللصوص من أولئك...!

إقرأ أيضاً
للمزيد              
أيضاً وأيضاً



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق