في سنة 1983، كان
(كارلوس ديلونا) يبلغ من العمر 20 سنة فقط عندما صادف (كارلوس هيرنانديز) بصدد
تعنيف امرأة تدعى (واندا لوبيز) خلف شباك محطة خدمات في (كوربوس كريستي) في ولاية
(تكساس)، ولخوفه من الوقوع في المتاعب مع الشرطة، فر (كارلوس ديلونا) من الساحة
على الفور.
اعتُقل بعد 40 دقيقة من
الحادثة، وخلال كل مدة اعتقاله، ومحاكمته، وإدانته، وسجنه، وإعدامه، ظل (كارلوس
ديلونا) يردد كونه بريئاً واستمر يقول للشرطة بأن (كارلوس هيرنانديز) هو القاتل
الفعلي.
رفضت الشرطة تصديقه بالتأكيد، حيث لم يتم
العثور أبداً على شخص يدعى (كارلوس هيرنانديز)، وهو من أقرباء (كارلوس ديلونا)
ويشبهه كثيراً، ولم يعتقد أي ممن عمل على القضية بأنه كان له وجود أصلاً.
في سنة 1991، أي بعد أربعة سنوات من تنفيذ
حكم الإعدام في (ديلونا)، قام البروفيسور (جايمس لايبمان) بتفحص القضية كجزء من
مشروع كان يعمل عليه تضمن البحث عن ثغرات وأخطاء عقوبة حكم الإعدام. قام
بالاستعانة بخدمات محقق خاص الذي لم يستغرقه الأمر أكثر من يوم واحد حتى عثر على
(كارلوس هيرنانديز) وكشف بأن هذا الرجل كان له سجل إجرامي حافل وعنيف.
لم يكن (كارلوس هيرنانديز) يشبه (كارلوس
ديلونا) فقط، بل كان مشهورا بكونه يحمل معه دائماً خنجراً مشابها للخنجر الذي
استعمل في جريمة قتل (واندا لوبيز).
جعلت هذه الاكتشافات البروفيسور (لايبمان)
يخوض في رحلة طويلة من أجل اكتشاف الحقيقة حول تلك القضية، في سنة 2012، تم نشر
نتائج سنوات كاملة من العمل المضني من طرف (لايبمان) وطلابه أخيراً التي تمثلت في
436 صفحة مملوءة بمئات من المقابلات والاستجوابات وآلاف الوثائق وصور من مسرح
الجريمة التي كشفت بأن القضية لم يُبذل فيها أدنى مجهود، وهو ما دفع (كارلوس
ديلونا) حياته ثمنا له.
اكتشف البروفيسور وطلبته بأنه لم يتم حتى
رفع بصمات أصابع قابلة للاستخدام من مسرح الجريمة، كما لم يتم اختبار أي من الدماء
التي عثر عليها هناك ما إن كانت تعود للضحية فقط أم كان هناك شخص آخر، لم يتم سحب
عينات من تحت أظافر الضحية من أجل إجراء فحص حمض نووي، كما لم يتم قياس آثار
الأقدام التي عثر عليها في ساحة الجريمة، ناهيك عن إهمال عدد كبير من الأدلة
الأخرى على شاكلة عقب سيجارة وُجد هناك.
وعلى الرغم من هذا لم تتخذ العدالة مجراها
قط، فقد توفي (كارلوس هيرنانديز) –القاتل الفعلي– لأسباب طبيعية في زنزانته في سنة
1999 عندما كان يقضي فترة عقوبة عن جريمة أخرى تماما كان قد اقترفها، واستمرت
الشرطة في التشبث بمزاعمها بأن (كارلوس ديلونا) كان هو القاتل الفعلي، ومنه لم ينل
أي اعتذار حتى بعد وفاته.
المصدر: https://dkhlak.com/
إقرأ أيضاً
للمزيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق