قبل أكثر من خمسين عاماً
بدأت شركة "والمارت" (Wal-Mart) العملاقة كمتجر للسلع رخيصة الثمن في ولاية "آركنساس"
الأمريكية، وعبر السنوات نمت هذه الشركة لتصبح واحدة من الأكبر في العالم مع قرابة
12 ألف مُجَمَّع تجاري منتشرة في مختلف أنحاء العالم.
ومع كونها شركة أمريكية،
فالجزء الأكبر من متاجر الشركة يقع في الولايات المتحدة، وطوال عقود بقيت الشركة
محلية لكنها بدأت بالتوسع عالمياً في التسعينيات، وواحدة من أول أهدافها الأوروبية
كانت ألمانيا حيث بدأت الشركة تفتتح متاجرها هناك عام 1997.
بالنسبة لتفكير الشركة حينها، فالألمان لم
يكونوا مختلفين حقاً عن الأمريكيين، فعدا عن حاجز اللغة، فإن هناك ثقافة كبيرة
مشتركة في الواقع، والولايات المتحدة نفسها تتضمن الكثير من ذوي الأصول الألمانية،
لكن الأمور لم تسر كما خططت "والمارت".
على عكس عشرات عمليات التوسع الدولية
الأخرى الناجحة، فالتوسع نحو ألمانيا لم ينجح، وبحلول عام 2006 كانت الشركة قد
غادرت السوق الألمانية دون العودة إليها، ومع أن الأسباب المقترحة عديدة في
الواقع، فربما واحد من أهمها هو اختلاف الثقافة الشعبية بين الولايات المتحدة
وألمانيا.
في الواقع فالسببان الأرجح لفشل الشركة في
ألمانيا هما الابتسام الدائم والاحتفال بالمناوبات الجديدة، حيث أن موظفي "والمارت"
يقومون بالتصفيق وهتاف اسم الشركة عدة مرات مع بدء مناوبتهم –والأمر غريب للغاية
لمعظم الأشخاص– كما أنهم دائمو الابتسام بهدف جعل الزبائن يشعرون بالترحيب أكثر،
لكن بالنسبة للألمان لم يكن هذا التبسم الدائم مرحباً حقاً، بل أنه يُحَوِّل
الموظفين إلى ما يشبه الروبوتات التي تفتقد ردود الفعل البشرية، وبالنتيجة فمعظم
الأشخاص لم يرتاحوا للشراء من "والمارت" التي انسحبت مع فشلها بمنافسة
الشركات المحلية هناك.
إقرأ أيضاً
للمزيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق