لما
حضرت الحطيئةَ الوفاةُ اجتمع إليه قومه فقالوا يا أبا مليكة أوصِ، فقال: ويل للشعر
من راوية السوء.
قالوا:
أوصِ رحمك الله يا حطيء
قال:
من الذي يقول:
إذا
أنبض الرامون عنها ترنمت تَرَنُّمَ ثكلى
أوجعتها الجنائز
قالوا:
الشماخ
قال:
ابلغوا غطفان انه أشعر العرب.
قالوا:
ويحك أهذه وصية أوص بما ينفعك
قال:
ابلغوا أهل ضابئ انه شاعر حيث يقول:
لكـل
جديـد لـذةٌ غيـر أنني رأيت جديد الموت
غير لذيذ
قالوا:
أوصِ ويحك بما ينفعك.
قال:
ابلغوا أهل امرئ القيس انه أشعر العرب حيث يقول:
فيا
لك من ليلٍ كأن نجومه بكل مغار الفتل
شدت بيذبل
قالوا:
اتقِ الله ودع عنك هذا.
فقال:
ابلغوا الأنصار أن صاحبهم أشعر العرب حيث يقول:
يغشون
حتى ما تهر كلابهم لا يسألون عن السواد
المقبل
قالوا:
هذا لا يغني عنك شيئاً فقل غير ما أنت فيه.
فقال:
الشعـر
صعب وطويل ســلمه إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمه
زلت
به إلى الحضيض قدمه يـريــــــد أن يـعـــــــربــــه فــيـعــجــمـــه
قالوا:
هذا مثل الذي كنت فيه
قال:
قد
كنت أحياناً شديد المعتمد
وكنت
ذا غرب على الخصم ألد
فوردت
نفسي وما كادت ترد
قالوا:
يا أبا مليكة ألك حاجة؟
قال
لا والله ولكن أجزع على المديح الجيد يمدح به من ليس له أهلاً
قالوا:
فمن أشعر الناس؟
فأومأ
بيده إلى فيه وقال: هذا الحجير إذا طمع في خير (يعني فمه) واستعبر باكياً فقالوا
له قل لا إله إلاّ الله فقال:
قالت
وفيها حيدة وذعر عوذ بربي منكم وحجر
قالوا:
فما تقول في مالك
قال:
للأنثى من ولدي مثل حظ الذكر.
قالوا:
ليس هكذا قضى الله جل وعز لهن.
قال:
لكني هكذا قضيت.
قالوا
فهل شيء تعهد فيه غير هذا؟
قال:
نعم تحملونني على أتان وتتركونني راكبها حتى أموت، فإن الكريم لا يموت على فراشه
والأتان مركب لم يمت عليه كريم قط،
فحملوه
على أتان وجعلوا يذهبون به ويجيئون عليها حتى مات وهو يقول:
لا
أحد ألأم من حطيه
هجا
بنيه وهجا المريه
من
لؤمه مات على فريه
مواضيع
تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص
للأطفال وحكايات معبّرة
للمزيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق