حينما سمع قيس بن مكشوم بخبر رسول الإسلام محمد صل
الله عليه وسلم حضر بين يديه وأعلن إسلامه، وقد حسن إسلامه ثم عاد مرة أخرى إلى
اليمن، ولما حدثت الردة في كثير من القبائل المسلمة أرسل رسول الله صل الله عليه
وسلم قيساً لقتال من ارتد من أهل اليمن، أصر وقتها قيس بن مكشوح أن يثأر لقومه من
قبيلة همدان لما كان من غدرهم بكبار مشايخ قبيلته وقتلهم لهم وهم عزل بدون سلاح
وباستخدام الخديعة والمكر.
فما كان منه إلا أن ثار لهم وصارت أعداد القتلى تتزايد
واحدًا تلو الآخر، ثم قام بحصار قصر “فيروز الديلمي” الفارسي في صنعاء وجعل في
مدخل صنعاء مركزاً لقتال أي رجل ينتمي إلى الفرس أو قبيلة همدان حتى جاء كبار وعلية القوم للوساطة بين الفريقين
وقد عاتبوا قيساً على الخراب والدمار الذي أوقعه بالهمدانيين وكثرة أعداد القتلى
فما كان من قيس إلا أن أجاب بجملة مختصرة حملت الكثير من المعاني وهي "في
ستين داهية" والمعنى أن كل من قتلوا وماتوا وكل هذا الخراب مقابل موت ستين
داهية من دواهي قبيلته.
وهكذا
كعادة العرب في نقل الأخبار والأقوال والمأثورات عن بعضهم تم تداول المقولة، وعلى
الرغم من ذلك تناقلت الناس المقولة على سبيل التعبير عن عدم الاهتمام واللامبالاة
على ما ضاع أو فات وليس للمعنى الأصلي لها الذي ورد على لسان قيس بن مكشوح والذي
كان يرمز إلى المقابلة والتساوي في مقدار حجم الخسائر فالهمدانيون الذين ماتوا
ماتوا في مقابل ستين رجلاً من كبار مشايخ قبيلة محج وهو ما يعني في ستين داهية.
مواضيع
تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص
للأطفال وحكايات معبّرة
للمزيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق