على الرغم من أن الوجود الإيطالي في ليبيا لم يكن
مرحباً به حقاً، حيث كان الاعتراض الأساسي من الثوار هو أن يُحكموا من شخص غير
مسلم، لذا وبعد إخماد الثورة الليبية بشكل دموي؛ حاول الإيطاليون اتباع أسلوب جديد
لاستمالة الليبيين، حيث كانت ليبيا حينها مورداً مفيداً للغاية لهم، فهي تقدم
ساحلاً إضافياً للدولة الإيطالية وتشكل موطأ قدم يسمح بمواجهة الإنجليز في مصر من
جهة، والفرنسيين في الجزائر وتونس من الجهة الأخرى، والأهم ربما: يمكن استخدام
الليبيين كجنود في أية نزاعات لاحقة.
للوصول إلى غايته؛ بدأ "موسوليني" حملة كبيرة
لاستمالة الليبيين، حيث أتاح الجنسية الإيطالية لبعضهم، وقام بإعادة إعمار العديد
من المساجد ومدارس القرآن، وافتتح "مدرسة للثقافة الإسلامية" في طرابلس
وأقام عدة خدمات للحجاج الليبيين المتوجهين نحو مكة.
مع
التصرفات ذات الظاهر الإيجابي من "موسوليني"؛ نجح الأمر باستمالة الكثير
من الليبيين وبالأخص على طول الساحل الليبي، ومع اعتبار نفسه استمرارية للخليفة
العثماني حينها فقد أطلق على نفسه لقب "حامي الإسلام" وسط مباركة من
العديد من القادة الليبيين حينها، ولجعل الأمر رسمياً أكثر فقد مُنح موسوليني
سيفاً فخرياً صنع خصيصاً لهذه الغاية باسم "سيف الإسلام"، وذلك في ضواحي
مدينة طرابلس عام 1937.
تضمنت
مراسم منح "سيف
الإسلام"
إلى "موسوليني" احتفالات كبرى في العاصمة الليبية، حيث دخل "موسوليني"
على رأس قوة من 2600 جندي على ظهر الأحصنة وسط إطلاق مدافع احتفالي، وفي خطاب
ألقاه حينها؛ أكد "موسوليني" على النوايا الحسنة له تجاه ليبيا مثل
السلام والعدل وحتى احترام الشريعة الإسلامية، لكنه بالطبع لم يتحدث عن الغاية
الأساسية حينها وهي استخدام الليبيين لاحقاً كجنود في الحرب العالمية الثانية.
مواضيع
تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص
للأطفال وحكايات معبّرة
للمزيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق