وجد مصطفى الأول (1591 – 1639) نفسه منذ طفولته مهدداً
بالموت، فعندما كان عمره 12 عاماً فقط تولى أخوه الأكبر أحمد السلطنة، ولحسن حظه
لم يقم بقتله كما جرت العادة عند السلاطين العثمانيين، لكنه أمر بسجنه قسرياً في
غرفته طوال مدة حكمه التي انتهت عام 1617 بموته.
وقد عاش مصطفى الأول أكثر من نصف حياته في عزلة تامة،
والعيش بهذه الحالة لن يترك الشخص يكمل حياته بشكل طبيعي بالطبع، لذا عندما خلف
أخاه المتوفي عام 1617 -ومع أن قترة حكمه الأولى امتدت لـ3 أشهر فقط- قام بالعديد
من الأمور الغريبة كتعيين فلاح كالضابط الأول للجيش بعد أن سقاه بعض الماء في إحدى
جولاته.
ولكن
سرعان ما تَمَّ عزلُ مصطفى وإعادته إلى سجنه، لكن بديله لم يكن أفضل حالاً، فقد
كان يبلغ من العمر 13 عاماً فقط عندما أُولي أمور السلطنة واشتهر بحبه للرماية
وتدربه عليها باستخدام أهداف حية من السجناء المذعورين.
على
أي حال فخلال عدة سنوات فقط قُبض على عثمان الثاني (السلطان الطفل) وهو يحاول
الهروب من البلاد حاملاً معه ذهب الخزينة العثمانية ليتم إعدامه وإعادة مصطفى من
جديد إلى الحكم، لكن بعد 19 عاماً قضاها مسجوناً في غرفته، لم يرق الأمر لمصطفى.
ولكن
تَمَّ جَرُّ مصطفى من غرفته لإرغامه على تولي العرش، ليكون أول ما يقوم به عند
توليه للسلطنة هو أن يأمر بقتل من أخرجوه من غرفته، ومن ثم يعود إلى غرفته ليحكم
منها لمدة، ومع استمرار حالته التي تسببت بلقبه ”السلطان المجنون“ وكونه مقتنعاً
بأن ابن أخيه الذي حكم بعده وأعدم لا زال حياً، عزل بعد سنة من توليه السلطة من
جديد وعاد ليسكن غرفته وسجنه السابق حتى مات.
مواضيع
تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص
للأطفال وحكايات معبّرة
للمزيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق