يُجمع الكثيرون أنّ "ألفونسو آل كابوني" كان
أحد أشهر زعماء رجال العصابات في التاريخ، وبالطبع كان قد جمع معظم ثروته من بيع
الخمور المهرّبة في الفترة التي مُنع فيها بيع الخمور في أمريكا، ولكنّ نشاطاته
الإجرامية كانت تتعدى ذلك إلى الدعارة والقمار، وهو ما أكسبه ثروة طائلة تكفي
لتصنيفه كمليارديرٍ في عصرنا هذا، وقد كان "آل كابوني" كذلك قاتلاً
بارداً تسبب في مقتل الكثيرين خلال فترة حياته.
مع سمعةٍ سيئةٍ كهذه من الصعب علينا أن نصدّق أنّ "آل
كابوني" كان المنقذ الشعبي في أمريكا حين كان الكثيرون بأمسّ الحاجة
للمساعدة، وذلك في فترة الكساد الكبير التي كانت أكبر وأشهر أزمةٍ اقتصاديةٍ في
القرن العشرين، ليكون بذلك من أوائل الأشخاص الذين قاموا بافتتاح ما سمّي «مطابخ
الحساء» التي كانت المصدر الذي اعتمد عليه المئات أو ربّما الآلاف للحصول على
طعامهم.
ساهمت
الإمبراطورية الإجرامية التي بناها "آل كابوني" خلال السنوات السابقة
للكساد في تجنيبه الكثير من آثار الأزمة الاقتصادية، فحافظ على ثروته الكبيرة على
عكس معظم المواطنين الأمريكيين الذين بلغ بهم الأمر حداً جعلهم لا يعرفون حتى كيف
سيتدبرون وجبتهم التالية، فكان ذلك المطعم الذي أسسه بمثابة منقذ لهم، وقيل أنّه قدّم
الطعام لأكثر من 5000 شخصٍ في يوم عيد الشكر لوحده.
بالطبع،
وكما كان الحال مع الياكوزا، فقد قيل أنّ الهدف كان تجميل صورته أمام المجتمع وهو
ما حصل فعلاً، ولكن عند التفكير في الأمر من الصعب ألا تعترف بفضل شخصٍ أنقذ
الكثيرين من الموت جوعاً، وفي نفس الوقت من الصعب أن تتناسى أنّه مجرمٌ أزهق
العديد من الأرواح...!
مواضيع
تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص
للأطفال وحكايات معبّرة
للمزيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق