خرج هارون الرشيد يوماً من الأيام هو وأبو يعقوب
النديم وجعفر البرمكي وأبو نوّاس وساروا في الصحراء. فرأوا شيخاً مُتكئاً على
حِمارٍ له فقال هارون الرشيد لجعفر: اسأل هذا الشيخ من أين هو. فقال له جعفر: من
أين جئت؟!!. قال: من البصرة. قال له جعفر: وإلى أين سيرك؟!!. قال: إلى بغداد. قال
له: وما تصنع فيها؟!!. قال: ألتمِسُ دواءً لعيني.
فقال هارون الرشيد: يا جعفر مازحِه. فقال: إذا
مازحتـُه أسمعُ منه ما أكره. فقال: بحقي عليك أن تـُمازحه. فقال جعفر للشيخ: إن
وصفتُ لك دواءً ينفعُك فما الذي تـُكافئني به ؟!!. فقال له: الله تعالى يُكافئك
عني بما هو خير لك من مكافأتي. فقال: أنصت إلي حتى أصف لك هذا الدواء الذي لا أصفه
لأحد غيرك. فقال له: وما هو ؟!!.
فقال
جعفر: خذ لك ثلاثَ أواقٍ من هُبوبِ الريح وثلاثَ أواقٍ من شُعاعِ الشمس وثلاثَ
أواقٍ من زَهرِ القمر وثلاثَ أواقٍ من نُورِ السِراج. واجمع الجميع وضعها في
الريحِ ثلاثةَ أشهُر. ثُمَّ بعد ذلك ضَعها في هاونْ بلا قعر ودُقّها ثلاثةَ أشهر.
فإذا دققتَها فضعها في جفنةٍ مشقُوقة وضع الجفنةَ في الرّيحِ ثلاثةَ أشهر. ثم
استعمل هذا الدواء في كُلِ يوم ثلاثة دراهم عِندَ النوم. واستمر على ذلك ثلاثة
أشهر فإنك تـُعافى بإذن الله تعالى.
فلمَّا
سَمِعَ الشيخ كلامَ جعفر قال: لا عافاكَ الله يا صاقِعَ الذِقن. خُذ مني هذه
اللطمةَ مُكافأةً لك على وصفك هذا الدواء. وبادرهُ بضربةٍ على أُمِّ رأسه!!!. فضحك
هارون الرشيد حتى استلقىَ وأمر لذلك الرجل بثلاثَةِ آلافِ درهم .
المصدر:
كتاب "مجاني الأدب في حدائق العرب"
مواضيع
تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص
للأطفال وحكايات معبّرة
للمزيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق