كان (بابلو إيسكوبار) زعيم المنظمة الإجراميةٍ
(الكارتيل) في مدينة (ميديين) في كولمبيا وذلك في عام 1980، وقد جلبت له إدارته
لهذه المنظمة ثراء فاحشاً، وقدّرت ثروته بما يعادل اليوم 30 مليار دولار، وهو
طبيعيٌ عندما نعلم أنّه كان مسؤولاً عن 80٪ من الكوكايين الموجود في العالم بأكمله.
ولإدارة أعماله استخدم (إيسكوبار) استراتيجيةً تُدعى Plata o Plomo، والتي تُترجم إلى ”الفضة أم الرصاص“، ما
يعني أنّ عليك الاختيار بين قبول الرشاوي المالية أو تلقي رصاصةٍ والموت، وخلال
مسيرة حياته قام برشوة كلّ السياسيين ورجال الدولة والمسؤولين، وقتل كل من رفض
تلقي رشوته أو التعامل معه، وكانت حصيلة قتلاه تقدر بحوالي 4000 شخص.
في
تلك الفترة، ونتيجة شحّ الدعم الحكومي كانت منازل الفقراء في مدينة (ميديين) أشبه
بمكب نفاياتٍ ضخم، وعلى ما يبدو لم يرق الأمر لـ(إيسكوبار) فقام باستخدام ثروته
الهائلة من أجل بناء حيّ سكني كاملٍ للفقراء الذي تضمّن نظاماً للصرف الصحي وعدداً
من ملاعب كرة القدم موفراً بذلك للفقراء مكاناً يصلح للحياة، وحمل اسم Barrio Pablo Escobar، وهو ما يزال قائماً حتى اليوم ليصبح مركز
جذبٍ للسياح.
بالطبع
يبقى (إسكوبار) مجرد قاتل ومجرم متوحش بالنسبة للكثيرين ممن عانوا بسبب إدمان
الكوكايين الذي كان يروج له، والذين خسروا أحباءهم وعاشوا حياتهم في رعبٍ بسببه،
ولكن كيف يمكن أن يكرهه أولئك الذين لم يكن سيتسنى لهم الخروج من مكب القمامة ذلك
دون مساعدته حتى مع كونه مجرماً وقاتلاً؟
مواضيع
تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص
للأطفال وحكايات معبّرة
للمزيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق