كان Lee Chao-hsiung اسماً
بارزاً في (تايوان)، فهو لم يكن فقط زعيم عصابة بل كان أحد أهمّ عرّابي المافيا في
البلاد، وعلى الرغم من أن أفراد عصابته كانوا يمارسون بعض الأعمال الخارجة عن
القانون، إلا أن نشاطاتهم تبقى مجهولة بالنسبة لنا، خاصة عندما نعلم أن زعيمهم كان
يكره العنف والدعارة، والأغرب من ذلك أنّه كان معروفاً بتواصله مع العصابات الأخرى
لتحرير العديد من الأفراد الذين اختُطفوا مقابل الحصول على فدية.
من سيرته هذه يبدو هذا الرجل كفاعل خيرٍ حقيقي، ولكنّ
أكثر أفعاله شهرةً كان آخر ما فعله في حياته، فعندما كان يشارف على الموت في سريره
قام بالتبرع بما يقارب المليوني دولار أمريكي للجمعيات الخيرية، وهو ما جعل أكثر
من 20 ألف رجل عصابةٍ وسياسيٍ في البلاد يقفون معاً متناسين عداءهم في جنازته.
على
عكس بقية الأشخاص المذكورين في القائمة يصعب اعتبار تبرّعه الذي ساعد الكثير من
الفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة محاولةً لتلميع صورته أمام الرأي العام، فهذا
الرجل كان يبدوا شخصاً صالحاً على الرغم من كونه مجرماً، فقد ربّى أطفاله ليكونوا
أفراداً صالحين في المجتمع وكثيراً ما شجّع رجاله على الحصول على أعمالٍ شريفةٍ
غير مرتبطةٍ بأعمال المافيا وعالم الجريمة، وهو ما يدفعنا للاعتقاد أنّ هذا الرجل
لم ينخرط في عالم الجريمة طلباً للمال والنفوذ بل كمحاولةٍ منه للتغلّب على الفقر
وليتمكن من القيام بأعمالٍ أكبر منه.
بالطبع
لا يمكننا التأكد من الأمر مع وجود الكثير مما نجهله عنه، ولكن على الأقل يمكننا
أن نكون متأكدين أنّ هذا الرجل استطاع أن يجعل من حياة الجريمة أداةً فعالةً لنفع
الآخرين وهو ما يجعله شخصاً جديراً بالاحترام دون شك.
مواضيع
تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص
للأطفال وحكايات معبّرة
للمزيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق