أراد أحد المعلمين، أن يُحّذر تلاميذه من بعض الأخطاء
التي يمكن أن يقع فيها الفتيان في مثل أعمارهم، فأخذ ينصحهم، ويأمرهم وينهاهم،
وهذا أمر طيب في حد ذاته، ولكنه ربما لم يحالفه التوفيق في اختيار عباراته
ومفرداته، فأخذ يحذرهم من بعض السلوكيات
والممارسات المضرة، بعبارات فيها شيء من الصراحة
والوضوح، وتفاعل معه تلاميذه بدرجات متفاوتة، وظنّ أنه أدى دوره، وأن الأمر قد
انتهى عند هذا الحد .
ولكنه فوجئ في اليوم التالي، بوالد أحد تلامذته، يأتي
إلى مدرسته، للقائه ويسرف في عتابه، لأنه بكلامه المباشر، لقّن إبنه من غير قصد،
أموراً لم يكن يعرفها، وفتح عينيه على أشياء كان في غفلة عنها، واتهمه أنه أفسد
أكثر مما أصلح .
سأل
المعلم: هل أخطأت لأنني أتعامل مع تلاميذي بصراحة؟ أظن أنني كنت مخلصاً في نصحهم،
وأردت أن أصل إلى نتيجة بأقصر طريق ممكن
.
قال
له: لا نشكك في إخلاصك، ولكن أي عمل يحتاج بالإضافة إلى الإخلاص، إلى قدر وافٍ من
الفطنة والدراية، فعلماء التربية السابقون، أوصوا الآباء والمعلمين، بأنهم إذا
نصحوا أولادهم، يجب أن يحافظوا على حاجز الحياء بينهم، فإن ذلك أجدى وأنفع لهم، بل
أنهم قالوا: إذا اقترب
الولد من خطأ معين، فإنه من الأفضل ألا يواجهه به، بل على الأب أو المعلم أن
يتناول الأمر، وكأن أحداً غيره قد وقع في ذلك الخطأ، كي لا نخدش حاجز الحياء، بين
الأبناء وآبائهم ومعلميهم .
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم
الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال
وحكايات معبّرة
إقرأ أيضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق