تزوج "عمرو بن عمرو بن عُداسٍ" وهو أحد سراة
الجاهلية ووجهائها ابنة عمه "دَخْتَنُوس بنت لقيط بن زرارة"، وكان شيخاً
كبيراً سخياً كريماً عليها، يحبها ويحنو عليها، لكنها لم تقنع بحالها، فقد كرهت
كبره وشيخوخته، كانت دوماً تقارن حالها بحال صويحباتها اللاتي تزوجن من شباب،
وكانت تندب حظها الأعثر الذي جعلها تتزوج من شيخ مسن مثله، وتضيع جمالها وشبابها
في ظله.
وظلت تتأفف من كبره وشكله، إلى أن جاء يوم وضع رأسه في
حجرها، فغفى وسال لعابه، فصحى وهي تتأفف وتذكر عيوبه التي تكرهها، فسألها: أيسرك
أن أفارقك وأطلقك؟
قالت:
نعم
فَطلقها
وكان ذَلِكَ في الصيف، وتزوجت بعده شاباً جميل المُحيا من "آل زُرارة"،
لكنه لم يكن بنفس وجاهة وشجاعة وكرم زوجها الأول، ففي يوم أغارت عليهم قبيلة "بكر
بن وائل" فنبهت زوجها وكان نائماً، حتى يدافع عنها وعن عرضها، إلا أنه خاف
واستعظم القتال، فقد كان مدللاً، فأصابه الفزع ومات في مكانه، وسباها قوم "بكر
بن وائل"، ولكن زوجها الأول حين سمع بذلك، أسرع وأرسل فرسانه ليستنقذوها من
السبي والمهانة.
وتزوجت
بعد ذلك من شاب آخر، إلا أنه كان فقيراً لدرجة أنها كانت تشتهي شرب الحليب، وفي
يوم من الأيام كانت تقف هي وجاريتها على باب خيمتها، ومرت أمامهم قافلة تسد الأفق
من بضائعها وإبلها، فطلبت من جاريتها أن تسأل صاحب القافلة بعض اللبن من إبله، وحينما
ذهبت الجارية لصاحب القافلة، إذا به "عمرو بن عمرو"، الزوج الأول، فطلب
من الجارية أن تشير له على سيدتها، وحينما رآها وتعرف عليها، قال للجارية : قولي
لسيدتك "في الصيف ضيعتِ اللبن"، أي أنك أضعتي ما كنتِ فيه من عز وخير، وأسرعتي
بالزواج بغيري، وصار مثلاً يٌضرب في كل من يتجاهل الخير الذي لديه، ويتبطر على
النعم التي يعيش فيها، ثم يندم على ذلك.
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
إقرأ أيضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق