كانت "روزا باركس" تعيش في ذلك الزمن الذي
يُكتب فيه على واجهات بعض المطاعم عبارة "يُمنع دخول السود"، وفي
الحافلات العامة حين يأتي رجل أبيض ولا يجد مقعداً فارغاً، يتجه إلى أحد السود
ليقوم من مكانه ويجلس بدلاً منه!.. كانت "روزا" تشعر بالقهر من هذا
المشهد.
وفي ليلة من ليالي ديسمبر الباردة من عام 1955م وبعد
ساعات من العمل المضني في محل الخياطة خرجت «روزا باركس» إلى موقف الحافلات لتتجه
إلى منزلها، صعدت إلى الحافلة وجلست على أقرب كرسي، بعد محطتين امتلأت الحافلة، أتى
أحد الركاب البيض واتجه صوب "روزا باركس" وطالبها بالنهوض من مكانها
ليجلس بدلاً منها، قالت: "لا"، صرخ جميع الركاب البيض في وجهها وشتموها
وهددوها، قالت: "لا"... توقف سائق الحافلة وطالبها بالنهوض من مكانها، قالت:
"لا"، اتجه السائق إلى أقرب مركز شرطة، فتم تغريمها بخمسة عشر دولاراً بسبب
تعديها على حقوق البيض !!
من
هذه الـ"لا" اشتعلت لاءات السود في كل الولايات، وتضامناً مع «روزا
باركس» بدأت حملةٌ لمقاطعة كل وسائل المواصلات، واستمرت حالة الغليان والرفض،
وامتدت 381 يوماً، إلى أن حكمت إحدى المحاكم لـ «روزا باركس».. وتم إلغاء الكثير
من الأعراف والقوانين العنصرية.
من
خلال هذه الـ"لا" الجريئة الحرة تغيّرت أوضاع السود واستمرت حركة الحقوق المدنية إلى أن
حصل السود على حق الوصول لمنصب رئاسة الولايات المتحدة الأميركية!
في
أكتوبر عام 2005م توفيت «روزا باركس» عن عمر يناهز 92 عاماً، وكرّمت بأن رقد
جثمانها بأحد مباني الكونغرس في إجراء لم يحظ به سوى ثلاثين شخصاً منذ عام 1852م.
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
إقرأ أيضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق