وَفَدَ الشاعرُ المشهور "المتلمس" هو وابن
أخته الشاعر "طرفة" على عمرو بن هند ملك الحيرة، فنزلا معه في خاصته،
وكانا يركبان معه للصيد، فيركضان طول النهار فيتعبان، وكان يشرب فيقفان على بابه
النهار كله ولا يصلان إليه، فضجر "طرفة" وهجاه في أبيات مشهورة، فلما
بلغ ذاك "عمرو" هم بقتل "طرفة"، لكنه خاف من هجاء "المتلمس"
له...
فقال لهما: لعلكما اشتقتما لأهلكما؟
فقالا:
نعم...
فكتب
لهما بصحيفتين وختمهما وقال لهما: اذهبا إلى عاملي في البحرين، فقد أمرتُه أن يَصِلكما
بجوائز، فذهبا ومَرَّا في طريقهما بشيخ يُحْدِثُ ويأكل تمراً ويَقْصَعُ قَمْلاً.
فقال
المتلمس ساخراً: ما رأيت شيخاً أحمق من هذا!
فقال
الشيخ: ما رأيت أنت من حمقي! أُخرِجُ عتيقاً، وأُدخِلُ جديداً، وأَقتلُ عدواً في
آنٍ واحد، وإن أحمق مني من يحمل حتفه بيده وهو لا يدري!
فاستراب
المتلمس بقوله، وواصلا طريقهما فوجدا غلاماً، فقال له المتلمس أتقرأ ياغلام؟
قال:
نعم، ففضّ الصحيفة فإذا بها: "إذا أتاك المتلمس فاقطع يديه ورجليه وادفنه
حياً..
فقال
لابن أخته: فُضَّ كتابك لتعلم مابه.
فقال:
إن الملك لا يأمر لي إلا بخير، وذهب به إلى عامل البحرين، فنفّذ ما تضمّنه الخطاب.
فصارت صحيفة المتلمس مثلاً يُضرب لمن يسعى بنفسه
في هلاكها ويغررها.
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق