ﻓﻲ عاﺻﻤﺔ الهند "نيودلهي" ﻛﺎﻥ سفير
بريطانيا يمر ﺑﺴﻴﺎﺭﺗﻪ ﻣﻊ ﻗﻨﺼﻞ مملكته، ﻭﻓﺠﺄﺓ ﺭﺃﻯ ﺷﺎﺑﺎً
هندياً ﺟﺎﻣﻌﻴﺎً يرﻛﻞ بقرة، ﻓﺄمر السفيرُ ﺳﺎﺋﻘَﻪ بأن يتوقف بسرعة، ﻭترﺟّﻞ ﻣﻦ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ مسرعاً نحو البقرة "المقدّسة" يدفع ﻋﻨﻬﺎ ذلك ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺻﺎﺭﺧﺎً ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ،
ﻭﻳﻤﺴﺢ ﻋﻠﻰ جسدها طلباً للصفح والمغفرة وسط ﺩﻫﺸﺔ ﺍﻟﻤﺎﺭﺓ الذين اجتمعوا بعد ﺳﻤﺎﻉ صراخه،
ووسط ذهول الحاضرين.
ﺍﻏﺘﺴﻞ السفيرُ البريطاني ببوﻝ البقرة، ﻭﻣﺴﺢ ﺑﻪ ﻭﺟﻬﻪ، ﻓﻤﺎ
ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺭﺓ إﻻ ﺃﻥ
سجدوا تقديراً للبقرة التي سجد لها الغريب، وقد أتوا بعدها ﺑﺎﻟﺸﺎﺏ الذي ﺭﻛﻠﻬﺎ ليسحقوه
أﻣﺎﻡ البقرة ﺍﻧﺘﻘﺎﻣﺎً لقدس ﻣﻘﺎﻣﻬﺎ ﻭﺭﻓﻌﺔ ﺟﻼﻟﻬﺎ.
وبربطته
ﻭﻗﻤﻴﺼﻪ ﺍﻟﻤُﺒﻠﻞ بالبول، ﻭشعرﻩ المنثور، ﻋﺎﺩ السفير ليركب ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ جانب ﺍﻟﻘﻨﺼﻞ
الذي ﺑﺎﺩﺭﻩ السؤال ﻋﻦ
سبب ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ، ﻭﻫﻞ ﻫﻮ
ﻣﻘﺘﻨﻊ ﺣﻘﺎً بعقيدة ﻋﺒﺎﺩﺓ البقر؟؟
فأجابه
السفير: ﺭﻛﻠﺔ ﺍﻟﺸﺎﺏ للبقرة ﻫﻲ صحوة ﻭﺭﻛﻠﺔ للعقيدة الهشة ﺍﻟﺘﻲ نريدها أن تستمر، ولو
ﺳﻤﺤﻨﺎ للهنود ﺑﺮﻛﻞ العقائد،
لتقدمت الهند ﺧﻤﺴﻴﻦ
ﻋﺎﻣﺎً ﺇﻟﻰ الأمام، ﻭﺣﻴﻨﻬﺎ سنخسر وجودنا ﻭﻣﺼﺎﻟﺤﻨﺎ الحيوية، فواجبنا الوظيفي ﻫﻨﺎ ﺍﻥ ﻻ
ﻧﺴﻤﺢ بذلك أبداً لأننا ندرك ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺠﻬﻞ والخرافة والتعصب الديني والمذهبي ﻭﺳﻔﺎﻫﺔ العقيدة
ﻫﻲ جيوشنا ﻓﻲ تسخير ﺍلمجتمعات.
هذا
هو فن اغتصاب العقول! والعِبرة لمن اعتبر!
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق