كان الكاتب
الشهير ابن العميد الذي لقب بالجاحظ الثاني، ووزير عضد الدولة، يستثقل المتنبي،
ويلاحق سقطاته، وسرقاته الشعرية بسبب تكبره واستعلائه، رغم أنه كرّمه عندما التقاه
أثناء زيارته إلى بلاد فارس في الشهور الأخيرة من حياته.
يروي عنه أحد
أصحابه بعد وفاة أخته: "دخلت عليه (ابن العميد) فوجدته واجماً، فظننته واجداً
(حزيناً) لأجلها، فقلت: لا يحزن الله الوزير، فما الخبر؟ قال: إنه ليغيظني أمر هذا
المتنبي، واجتهادي في أن أخمد ذكره، وقد ورد علي نيَّفٌ وستون كتاباً في التعزية
ما منها إلا صدر بقوله:
"طوى الجزيرة حتى
جاءَني خبرٌ فزعتُ فيه بآمالي إلى الكذب
حتى إذا لم يدع
لي صدقهُ أملاً شرقتُ بالدمع حتى كاد يشرق بي"
فكيف السبيل إلى
إخماده؟ فقلت: القدر لا يغالب، والرجل ذو حظّ في إشاعة الذكر، واشتهار الاسم،
فالأولى ألا تشغل بالك بهذا الأمر". ويقال إن ابن العميد نفسه قال:
"قاتله الله، لقد ملأ الدنيا وشغل الناس". والبيتان من قصيدة المتنبي
الشهيرة في رثاء أخت سيف الدولة، خولة، والتي مطلعها:
"يا أخت خير أخٍ،
يا بنتَ خير أب كِناية بهما عن أشرف النسب"
وبمناسبة ذكر
حكاية الانتشار الواسع لشعر المتنبي بين الناس، لعل من المفيد التذكير بما قاله
المتنبي في ذلك مفتخراً بنفسه وبشعره:
"وما الدهر إلا من
رواة قصائدي إذا قلت شعراً أصبح الدهر مُنشدا"
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق