صلاح عطية مواطن مصري
ولد في بلدة صغيرة اسمها "تفهنا الأشراف" بمركز ميت غمر التابعة لمحافظة
الدقهلية من مدينة مصر، وكان مع رفاقه الثمانية قد تخرجوا من كلية الزراعة،
وجميعهم يعانون من فقر شديد، ويريدون بدء حياتهم العملية، فقرروا بدء مشروع دواجن
حسب خبراتهم العملية، وكانوا يبحثون عن شريك عاشر...
جمع كل واحد منهم مبلغ
200 جنيه مصري، وهو مبلغ ضئيل جدًا، لكنه بنظرهم كبير، فقد باع معظمهم ذهب زوجته
أو أرضه أو اقترض ليكمل مبلغ 200 جنيه، وظلوا يبحثون عن الشريك العاشر كي يبدأوا
الشركة ولكن دون جدوى...
فتقدم المهندس صلاح
عطيه وقال: وجدت الشريك العاشر وجدته...
فردوا جميعًا: من هو؟
قال: هو الله... سيدخل
معنا شريكًا عاشرًا، له عُشر الأرباح، ووافق الجميع على عقد الشركة الجديدة مع
الشريك العاشر، وتم تسجيل العقد بالشهر العقاري كما وُضحت بنوده...
مرت الدورة الأولى من
المشروع وكانت النتيجة أرباحًا لا مثيل لها وانتاجًا لم يسبق له مثيل ومختلف عن كل
التوقعات...
في الدورة الثانية من
المشروع قرر الشركاء زيادة نصيب الشريك العاشر "الله" إلى 20%، وهكذا كل
عام يزيد نصيب الشريك العاشر حتى أصبح 50%...
ولكي يصرفوا أرباح الشريك
العاشر فقد تَمَّ بناء معهد ديني إبتدائي للبنين، ومعهد ديني ابتدائي للبنات، ومعهد
إعدادي للبنين، ومعهد إعدادي للبنات، ومعهد ثانوي للبنين ثم للبنات...
وبما أن الأرباح في
إزدياد مستمر فقد تَمَّ إنشاء بيت مال للمسلمين، وفكروا بإنشاء كليات بالقرية، فرفضت
الوزارة الفكرة لأنها قرية صغيرة ولا محطة للقطار بها، فتعهدوا بإنشاء الكلية
ومحطة القطار بالجهود الذاتية، والكلية أصبحت كليتان وثلاثة وأربعة، وتم بناء بيت
طالبات يسع 600 طالبة، وبيت طلاب يسع 1000 طالب، ووهبوا طلاب الكليات تذاكر مجانية
لركوب القطار للبلد لتسهيل الوصول اليها،
وأنشأوا بيت مال
للمسلمين، ولم يعد هناك فقير واحد بالقرية، وتم تعميم التجربة على القرى المجاورة،
ولم يزر المهندس صلاح عطية قرية وغادرها إلا وعمل فيها بيت مال للمسلمين، وعمل على
مساعدة الفقراء والأرامل وغيرهم من الشباب العاطل لعمل مشاريع تغنيهم من فقرهم...
وكانوا يصدرون الخضروات
للدول المجاورة، ويوم تجميع الإنتاج يوزعون أكياس الخضروات لكل أهل البلدة كهدية
لهم من كبيرهم لصغيرهم، وأول يوم من كل رمضان يتشاركون في إفطار جماعي، حيث أن كل
واحد في القرية يطبخ، ويحملون جميعهم الطعام إلى ساحة القرية، ويتم تجهيز البنات
اليتامى للزواج، وهذا قليل من كثير قام به المهندس...
وفي النهاية تم الاتفاق
على أن المشروع كله لله، وأن المهندس تحول من شريك به إلى موظف عند رب العزة
يتقاضى مرتبًا شهريًا... إلى أن توفاه الله بصمت بعيدًا عن وسائل الإعلام...
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق