سميح
شاب صغير قوي البنية طويل القامة عريض المنكبين، ذو صوت جهوري عالٍ جداً.
فكان
يبدو أكبر من عمره، وكان جميع الأصدقاء يخافه ولا يرد له طلباً.
وهكذا
صار سميح زعيماً في المدرسة والحي الذي يسكنه.
فإذا
جاء طالب جديد إلى المدرسة، يذهب إليه سميح ويُبدي له قوة عضلاته، وسيطرته على
زملائه، وأن على هذا الطالب الجديد أن يرضخ له كما رضخ له الجميع.
في
أحد الأيام جاء أحمد وهو طالب جديد قوي البنية ذو صوت أجش، عصبي المزاج، سريع
الغضب.
نظر
إليه سميح من بعيد فشعر بخوف يسري إلى قلبه، فالقادم الجديد يبدو عنيفاً جداً لا
يتفاهم مع الآخرين إلا بالصراخ والضرب.
انسحب
سميح بهدوء من ساحة المدرسة وذهب إلى بيته، ودخل غرفته بسرعة وأخذ يفكر كيف
سيستطيع السيطرة على هذا القادم الجديد.
نادته
أمه كي يأتي ويتناول الطعام مع العائلة، ولكن سميح لم يأتِ.
وبعد
ساعة نادته أمه كي يشرب الشاي معهم فلم يأتِ أيضاً.
دخلت
أمه إليه فوجدته مهموماً حزيناً، فسألته عن سبب حزنه..
شكى
سميح همه لأمه علّه يجد عندها الحل المناسب.
قطّبت
الأم حاجبيها، وهزّت رأسها، وحضنت سميح إلى صدرها، وقالت:
-
يا بني ألم ينبّهك والدك لتصرفاتك الرعناء هذه؟؟ ألم يقل لك أن القوي ليس قوياً
بعضلاته، بل قويّ بعقله وحسن تدبيره للأمور.
نظر
سميح إلى أمه وأخذ يفكر بكلامها طويلاً..
في
اليوم الثاني ذهب سميح إلى أحمد ومدّ له يده مصافحاً.
نظر
أحمد إلى من حوله من الطلاب وكأنه يستفسر منهم عن سرّ تغيّر تصرفات سميح، فقد سمع
منهم الكثير عن عصبية سميح وطيشه وغضبه الشديد، فوجدهم في حيرة من أمرهم أيضاً..
فَهِم
سميح نظرات أحمد وزملائه، فقال:
-
نحن زملاء وأصدقاء دراسة وعلم فقط، وسنبقى هكذا طول العمر.
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق