وضع معلم الصف مسبحته على
المنضدة، وذهب يكتب على اللوح مسألة حسابية..
وصار يتنقل بين الطلاب
حتى يرى ما كتبوه في دفاترهم..
قام زاهد من مكانه ثم عاد
مسرعاً إلى مقعده، ووضع شيئاً على أنفه وصار يشمّه ويبكي بصوت خافت..
دقّ جرس المدرسة إيذاناً
بانتهاء الدرس، وبدأ الطلاب بالخروج إلى الفسحة..
بحث الأستاذ على مسبحته
فلم يجدها..
صاح الأستاذ بالطلاب ألا
يخرجوا من الصفّ، قبل أن يبحثوا معه عن المسبحة التي وضعها على المنضدة..
فإذا بزاهد يضع يده في
جيبه مسرعاً وكأنه يخفي شيئاً..
لاحظ الأستاذ ما فعله زاهد،
فاقترب منه بهدوء، وأمسك بيده قائلاً له:
- هيا بنا يا زاهد.. أريد
التحدث معك، أما أنتم فاخرجوا إلى الفسحة..
جلس الأستاذ مع زاهد حول
المنضدة، وقال له:
- أخرج المسبحة من جيبك
يا زاهد.. وأخبرني لماذا أخذتها مني؟؟
أخرج زاهد المسبحة من
جيبه بهدوء، ثم قرّبها إلى أنفه وشمّها بحنان وقبّلها، والدموع تنهمر من عينيه، ثم
أعطى الأستاذ المسبحة وقد أسند ذراعه إلى المنضدة وخبأ بها رأسه..
دُهش الأستاذ من تصرف زاهد،
ورفع رأس زاهد بيديه وأخذ يمسح دموعه بيديه، قائلاً:
- لماذا تبكي يا زاهد؟؟
ولماذا تقبّل مسبحتي وتشمّها أيضاً؟؟ لن أُخبر أحداً أنك أخذت المسبحة لا تخف.. لا
تخف..
بكى زاهد طويلاً، ورويداً
رويداً هدأت نفسه ومسح دموعه وقال للأستاذ:
- يا أستاذي مسبحتك هذه
تشبه مسبحة بابا، وحتى العطر الذي عليها يشبه عطر بابا..
قال الأستاذ:
- جميل جداً.. ولكن لماذا
تبكي يا زاهد؟
قال زاهد وهو يجهش
بالبكاء:
- أستاذي.. بابا مات..
بابا مات..
تسمّر الأستاذ في مكانه،
وجمدت الدموع في عينيه..
ثم قام من مكانه وربّت
على كتف زاهد... وقال له:
- أترضى بي أن أكون لك مرشدًا
يا صغيري؟؟
قفز زاهد من مكانه فرِحًا
وهو يقول:
- أرضى.. أرضى.. يا أستاذ..
وأخذ المسبحة وصار يشمّها
ويشمّها حتى غسلها بدموعه الحارّة..
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق