عاقبة
الغرور وفائدة التواضع
كان
الثعلب يتنقل في الغابة متعجرفًا متكبرًا كعادته، التقاه قنفذ فحيّاه، لكن الثعلب
ردّ التحية بازدراء واستخفاف.
تطلع القنفذ إلى الثعلب المتكبر
وقال له: "أراك متهللًا جدًا، ماذا حدث؟"
أجاب الثعلب:
"سأجيب على سؤالك إن أجبتني على سؤالي: أصغِ يا أيها القنفذ، كم مخًا
لك؟"
قال القنفذ: "حتمًا لي
مخ واحد، وماذا بالنسبة لك؟"
قال الثعلب في
كبرياء وغرور: "لي سبعة وسبعون مخًا، لهذا يحترمني الجميع، ويهابونني".
عندئذ قال له القنفذ: إني لن
أصدق هذا ما لم تقسم لي في مكان مقدس أن لك سبعة وسبعين مخًا.
وافق الثعلب قائلًا:
"خذني إلى مكان مقدس وأنا أقسم لك".
سار الثعلب وراء
القنفذ، حتى جاء به إلى مكان فقال له: "تقدم نحو هذا الموضع واقسم"، ولما
سار الثعلب سقط في فخ كان قد نصبه صياد.
صار الثعلب يصرخ:
"أنقذني أيها القنفذ، أرجوك أنقذني، فإن الصياد حتمًا سيقتلني!"
قال له القنفذ: "إني
عاجز عن أن أنقذك يا صاحب السبعة والسبعين مخًا، فكر كيف تخلص نفسك من الفخ! فأنا
لا أملك إلا مخًا واحدًا يعجز عن أن يخلصك".
صرخ الثعلب:
"إني أرى أن المكان مقدسًا، ولأني أقسمت كذبًا سقطت في الفخ، إني أستحق
العقوبة، والآن إن كنت لا تقدر أن تنقذني فقدم لي نصيحة".
ولما رأى القنفذ أن الثعلب قد
رجع عن كبريائه ، وتخلى عن فكرة السبعة وسبعين مخًا، قال له: "استمع إلى
نصيحتي أنا الضعيف، عندما تسمع صوت الصياد قادمًا تظاهر أنك ميت، نمْ على ظهرك
وارفع أقدامك ولا تتحرك، وانفخ بطنك، وأخرج رائحة كريهة، وإن ضربك بالعصا لا تتحرك
قط، فإنه سيتركك فتهرب".
وبالفعل لما سمع صوت الصياد
قادمًا نام على ظهره، ورفع أقدامه، ونفخ بطنه، وأخرج رائحة كريهة، وتظاهر أنه ميت،
فتح الصياد الفخ وضرب الثعلب بعصاه، فقال الثعلب في نفسه:
"أنت مستحق الضرب يا أيها المتكبر الكذاب، يا صاحب السبعة وسبعين مخًا المزيفة".
ولما لم يتحرك الثعلب قط،
أمسك به الصياد وألقاه في الطريق، فقام الثعلب وهرب
وهو يقول لنفسه: "هذا جزاء كبريائي وغروري، سأتواضع لأعيش بأمان في الغابة.
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق