يحكى أن ملكًا عظيمًا كان بين الحين والآخر
يحب أن يتحدث مع شعبه متخفيًا... وذات مرة اتخذ صورة رجل فقير، فارتدى ثيابًا
بالية جدًا وقصد أفقر أحياء مدينته، ثم تجول في أزقتها الضيقة واختار إحدى الحجرات
المصنوعة من الصفيح القديم وقرع بابها...
وجد بداخلها رجلاً يجلس على الأرض وسط الأتربة..
عرف أنه يعمل كناسًا، فجلس بجواره وأخذا يتجاذبان أطراف الحديث، ولم تنقطع زيارات
الملك له بعد ذلك، فتعلق به الفقير وأحبه... فتح الفقير قلبه للملك، وأطلعه على أسراره،
وصارا صديقين حميمين!!
بعد فترة من الزمن قرر الملك أن يعلن
لصديقه عن حقيقته، فقال له: "تظنني فقيرًا مثلك! الحقيقة غير ذلك، أنا هو
الملك"..
ذهل الفقير لهول المفاجئة لكنه ظل صامتًا.
قال له الملك: "ألم تفهم ما أردت أن أقوله
لك، تستطيع الآن أن تكون غنيًا، إنني أستطيع أن أعطيك مدينة، يمكنني أن أصدر قرارًا
بتعيينك في أعظم مركز... إنني الملك، اطلب مني ما شئت أيها الصديق".
أجابه الفقير قائلاً: "سيدي لقد فهمت،
لكن ما هذا الذي فعلته معي؟!! أتترك قصرك وتتخلى عن مجدك وتأتي لكي تجلس معي في
هذا الموضع المظلم، وتشاركني همومي وتقاسمني أحزاني... سيدي لقد قدمت لكثيرين
عطايا ثمينة، أما أنا فقد وهبت لي ذاتك... سيدي طلبي الوحيد هو ألا تحرمني أبدًا
من هذه الهبة، أن تظل دائمًا صديقي الذي أحبه ويحبني"...
مواضيع تهم
الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات
معبّرة
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق