الطبق المغطى
سار أحد الملوك
متخفيًا، وتجاوز حدود المدينة حتى وصل إلى غابة، رأى حطابًا فقيرًا وزوجته يتحدثان
بصوت مسموع وهما يقطعان إحدى الأشجار...
قالت الزوجة:
"إن أمّنا حواء كانت مخطئة جدًا حين أكلت من الفاكهة المحرمة، ولو أنها أطاعت
ما أمر الله به ما كنا الآن نشقى ونتعب في هذه الدنيا".
فقال الزوج:
"إن حواء قد أخطأت حقًا، ولكن أبانا آدم كان يجب أن يكون عاقلاً، فلا يخضع
لإرادتها ويأخذ منها الثمرة، ولو إنني كنت مكانه وأردت أنتِ أن افعل ما فعل آدم
لما خضعت لك ولا نفذت كلامك".
عندئذ اقترب منهما
الملك وقال لهما: "يبدو لي أن عملكما هنا متعب وشاق جدًا".
فقالا: "نعم
يا سيدي، فنحن نعمل طوال النهار ونتعب كثيرًا حتى نحصل على لقمة العيش".
فطلب منهما الملك
أن يتبعاه.. ووعدهما أن يساعدهما ويريحهما من العمل، فأسكنهما قصره، وكان يقدم
لهما جميع حاجياتهما بما فيها الأطعمة الشهيّة...
غير أن الملك أمر أن يوضع
دائمًا على المائدة طبق مُغَطَّى، وأمرهما بعدم كشف غطائه، لكن الزوجة اشتاقت أن تعرف
ما يحتويه هذا الطبق المغطى..
وذات يوم امتنعت
الزوجة عن تناول الطعام، وألحت على زوجها أن تكشف الغطاء لترى ماذا يوجد في الطبق.
فقال الزوج:
"إن هذا مخالف لأوامر الملك".
لكن الزوجة ازدادت
اشتياقًا يومًا بعد يوم لمعرفة سر الطبق المُغّطَّى، حتى أنها هددت زوجها بقتل
نفسها إذا هو لم يحقق طلبها! فلم يقدر الزوج أن يقاوم إرادتها، فكشف
غطاء الطبق، فقفز منه فأر واختفى في جحر بإحدى أركان الغرفة.
وفي تلك اللحظة ظهر
الملك وسألهما عن الفأر..
فقال الرجل:
"يا سيدي لقد أرادت زوجتي أن ترى ما في الوعاء فرفعت الغطاء فقفز
الفأر واختفى"..
فقال الملك:
"أيها المسكين، ألم تكن وأنت في الغابة تلوم آدم لأنه استجاب لإرادة حواء؟
فلماذا وقعت في نفس الغلطة؟
وقال للمرأة:
"وأنتِ لقد كان أمامك كل ألوان الطعام الشهي، فلماذا طمعتِ في كشف الغطاء؟
وهل تَقِلّ غلطتك عن غلطة حواء؟ ارجعا إذًا إلى عملكما الشاق في الغابة ولا تلوما
آدم وحواء مرة أخرى"...
مواضيع تهم
الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات
معبّرة
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق