الصفحات

الجمعة، 27 يونيو 2014

قصة ملهمة: هل يسامح الآباء أبناءهم؟


كان أحد رجال الأعمال مسافرًا في القطار، جلس بجانبه شاب في السابعة عشرة من عمره، كانت تبدو على الشاب، علامات القلق والتوتر، فلم يتكلم مع أحد، بل كان ملصقا وجهه، باهتمام على النافذة، وكأنه ينتظر أن يرى أحدًا من الخارج... لكن لا شيء يبدو واضحًا في هذا الظلام الدامس.

مضت الحال هكذا معظم الليل، وأخيرًا انقطع الصمت، عندما سأل الشاب، رجل الأعمال الجالس مقابله، عن الساعة... وإذا ما كانوا قد اقتربوا من محطة Smithville.
أجابه رجل الأعمال عن سؤاله، ثم أردف قائلاً، لا أعتقد بأن القطار يقف في Smithville، لأنها مجرد ضيعة صغيرة، أجابه الشاب، لقد وعدني المسؤول في القطار، بأن يقف ليتسنى لي النزول إن أردت ذلك، لأنني كنت أعيش هناك سابقًا..
عاد الصمت مرة أخرى، لكن ما إن بدأ الحديث من جديد، حتى أخبر ذلك الشاب قصة حياته، فقال: منذ أربعة أعوام، كنت أعيش مع عائلتي في Smithville، إلى أن جاء يوم ارتكبت فيه أمرًا رديًا جدًا، ودخلت السجن، وبعد خروجي ضاق بي الأمر، فقررت ترك المنزل.
فلم أودع أحدًا، بل غادرت البيت فجأة، وها قد أصبح لي أربعة أعوام أعاني من الوحدة، وأنتقل من مكان إلى مكان، حيث أعمل بضعة شهور هنا، وبضعة شهور هناك.
سأل رجل الأعمال ذلك الشاب: وهل ينتظر أحد عودتك؟ أجابه لست أعلم؟ لقد أرسلت رسالة إلى والدي منذ بضعة أسابيع، مخبرًا إياهم، بأنني سأمر في هذا اليوم في القطار، وبحيث أن منزلنا ليس بعيدًا عن سكة الحديد، طلبت منهم أن يعطوني علامة، فإن كانوا يريدون مسامحتي، ويقبلونني من جديد في البيت، فما عليهم إلا أن يضعوا منديلاً أبيض مقابل بيتنا على الشجرة التي أمام محطة القطار، وإلا، فلن أعود إلى الأبد...
ازدادت ضربات قلب ذلك الشاب، عندما اقترب منه المسؤول عن القطار، معلنا بأن Smithville أصبحت على بعد 5 دقائق فقط، وعليه أن يخبره بأسرع وقت ممكن، ليتسنى له إيقاف القطار.
وحاول الشاب أن يقف ليرى من النافذة، فلم تحمله قدماه.. واضطرب قلبه وأخذ يخفق بشدة.. فطلب من الرجل الذي بجواره أن ينظر من النافذة ليرى أي شريط أبيض معلقًا على الشجرة.
وكان الصمت يسود، والدقائق تمر وكأنها ساعات... فسأله الشاب: "هل ترى شريطًا أبيض؟!"، فأجابه الرجل وقد اتسعت عيناه وهو يقول: "هذه الشجرة عليها أشرطة بيضاء، وهذه الأخرى، وسور الحديقة، وعلى شبابيك البيت... وكأن السماء قد أمطرت هذه الشرائط"!
إن محبة ذلك الأب لابنه، دفعته بأن يعلق كل ما كان لديه من أقمشة بيضاء، معلنا بذلك رغبته في المصالحة، وفي رجوع ابنه لديه... فحال وصول رسالة هذا الشاب إلى أهله، لم يعد لذلك الأب والأم، أي مقدرة على الانتظار، فلقد اشتاقوا له جدًا، وطالما انتظروا ابنهم ليعود إلى البيت... أخذت تلك الأم كل ما عندها من شراشف بيضاء وعلقتها على سطح البيت، ثم قال الأب في نفسه، لعل ابني قد لا ينتبه إلى تلك الشراشف وسط الليل، فأخذ يلف الأشجار التي أمام البيت، بكل ما وجد عنده من أقمصة بيضاء...

 تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
إقرأ أيضًا

 

للمزيد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق