عاش وليم في ملاوي وهي بلدٌ صغيرٌ غير ساحلي في جنوب شرق
أفريقيا. وكان هو أحد أطفال سبعة في أسرتِه. عندما بلغ وليم 41 عاماً، أخبره
والداه أنه ليس في إمكانِهما أن يظل في دراسته في القريةِ.
ولكن وليم كان ولداً جاداً، فقرر الاستمرار في تعليم
نفسِهِ بنفسهِ، فقد كان يذهب إلى أقربِ مكتبةٍ ويستعير بعضَ الكتبِ. كان أحدُها
بعنوان «استخدام الطاقة». وفي هذا الكتابِ شاهد صورةَ طاحونة هوائية فقرر بناء
واحدةً لنفسِهِ.
بحث في أنحاءِ القريةِ عن كل ما يمكن استخدامه (أعمدة
خشبية، أحذية قديمة، دراجة والده القديمة)، وبدأ في بناءِ طاحونته الهوائية.
في البدايةِ، كان ذلك بالنسبةِ له هواية، ولكنه سرعان ما
فهم أنه لو صنع طاحونةً هوائيةً لتوليدِ الكهرباءِ، فإنه سيحل مشكلةً كبيرةً.
أصيبت إحدى أخواته الصغار بكحةٍ بغيضةٍ لأن أسرته كانت تستخدم الشموع ليلاً
للإضاءةِ. لم يكن لديهم كهرباء في القريةِ.
خطرت لوليم فكرةٌ رائعةٌ في استخدامِ الطاحونةِ لتوليدِ
كهرباء كافية لتشغيل مصباح الإضاءة. بعد عدة أسابيع كانت الطاحونةُ جاهزةً وتعمل،
وسرعان ما اختفت كحة الأخت الصغرى. وهو بدورِهِ أصبح بطلاً في قريتِهِا.
انتشر الخبر، وخلال فترة قصيرة سمعت الصحافة في مالي عن
طاحونتِهِ الرائعةِ فكتبت عنها. وسرعان ما انتشرت قصتُه إلى أبعد من ذلك، فقد تمت
دعوته إلى أمريكا ليتحدثَ عن طاحونتِهِ إلى رجالِ الأعمالِ هناك. وأصبح لديهِ
مشجعون في أنحاء العالم. وعاد الصبي إلى بلدِهِ وقام بتحسينِ الطاحونة. وصار في
قدرةِ الطاحونة إضاءة كل بيته وتشغيل جهازي راديو وشاحن هاتف نقال. قصتُه المثيرةُ
وإبداعه ضمن له مكاناً في أحد أفضل المدارسِ الأفريقيةِ سمعة في جنوب أفريقيا.
لقد برهن وليم لنا جميعاً على أن في مقدورِ أي شخص أن
يكون متميزاً أيّا كانت ظروفه وثقافته.
تابعونا
على الفيس بوك وتويتر
مواضيع تهم
الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال
وحكايات معبّرة
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق