الصفحات

السبت، 12 أبريل 2014

• قصة للأطفال: صديقي المهاجر


استيقظ ضياء صباحاً على نداءات أبيه المتكررة، ولكنه لم تكن لديه الرغبة بالذهاب إلى المدرسة إلى أن جاء أبوه ليقف على رأسه، متسائلاً: ما بالك يا ضياء؟ أرجوك أن تقول لي ما سبب حزنك؟ اغرورقت عينا ضياء بالدموع وهو يقول: كنت أذهب يومياً مع عاصم إلى المدرسة ونلعب كل يوم واتخذته صديقاً لي.. لكنه هاجر مع عائلته مرةً ثانية.

أبوه شعر بالراحة والطمأنينة لمعرفة سبب حزن ابنه، وقال له: الهجرة نقلة من مكان إلى آخر، وكالهجرة من الريف إلى المدن أو من مدينة إلى أخرى وهذا ما حدث لعائلة عاصم. بسبب ظروف البلد السياسية هاجر من مدينة إلى أخرى، الله خلقنا لنتعاون ونتآلف في ما بيننا لا لنتفارق أو نختلف، حتى أنا حزنت لأجلهم كثيراً وهممت أن أقول لهم كلمة مواساة لكنني تراجعت واصطنعت الفرح والابتسامة على وجهي وأنا أودعهم.
علّق ضياء على كلام أبيه وهو يكاد يبكي: يومياً أقف أمام بيتنا وأتأمل تلك الشتلة التي زرعتها مع عاصم، وها هي كبرت وأصبحت شجرة ذات أربعة أعوام بعلو قامتي.
ابتسم أبوه وهو يشعر بفخر بأن ضياء قد كبر وعرف طعم الصداقة، وأضاف قائلاً: الهجرة يا ولدي لا تختص بالناس وحدهم وإنما هي ظاهرة معروفة في الكائنات الأخرى.
برقت عينا ضياء فرحاً وسأل أباه: ماذا تقصد بالكائنات الأخرى؟ أجابه: تهاجر الحيوانات من مكان إلى آخر للغذاء أو مكان أنسب للتولد والتكاثر في مواسم معينة في الشتاء وأخرى في الصيف من الشمال إلى الجنوب ومن الجنوب إلى الشمال.
قال ضياء: حتى النباتات تهاجر يا أبتي؟
ابتسم الأب وقال: نعم يا ولدي ولكن نجاح هجرة النباتات يحتاج إلى شروط وعوامل منها أن يكون النبات المهاجر محتفظاً بحيويته أو تكون النباتات محمولة على الماء دون أن يصيبها عطب أو يحملها إلى مسافات شاسعة، أما إذا حملها الحيوان فقد تعلق بأدباره أو أصوافه أو بمناقير الطيور حتى تصل إلى مكانها سليمة. نهض ضياء على الفور فرحاً وهو يقلد حركات الطيران، مما أثار استغراب أبيه الذي سأله: ماذا حدث لك يا ولدي؟ أجابه ضياء على الفور: أتمنى أن أكون طيراً لكي أطير وأحلق عالياً وأهاجر إلى مدينة عاصم الجديدة كي أعانقه وأتعرف على أحواله.

تابعونا على الفيس بوك وتويتر
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
إقرأ أيضًا

قصة ملهمة: لويس الرابع عشر والسجين المحكوم بالإعدام

 كيف تشعلون مخيلة أطفالكم وتنمون ذكاءهم وإبداعهم؟

 قصة للأطفال: حذاء رقية الذهبي

 قصة وعبرة: لعب القمار يحتاج إلى يدين

 قصة مضحكة: هل يستطيع الإنسان أن يعضّ أُذن نفسه

 قصة وعبرة: قرن الماعز يتكلم

للمزيد    


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق