الصفحات

الأحد، 12 مايو 2013

• عادات وتقاليد التخدير بين شعوب العالم


       لاحظ الإنسان أن الكلاب عندما تعتل صحتها تأكل أعشابا معينة فتهدأ وتشفى، وأن القطط عندما تشعر بألم في معدتها تبحث عن نبات النعناع وتأكله، فتعلم الإنسان التداوي بالأعشاب من الحيوانات.

       وبمرور السنين أصبح يستعين بكل ما حوله من عناصر البيئة، وأصبحت لدى كل شعوب العالم القديم مصادر مختلفة لصنع الأدوية من النباتات والحيوانات والمعادن والصخور.
          وعلم التخدير هو العلم الذي يهتم بمنع الألم ومحاربة الوجع، سواء كان هذا الألم نتيجة جرح أو مرض أو عملية جراحية.
          في مصر القديمة، عرف المصريون القدماء نبات «الخشخاش» واستخدموا بذوره في وصفة طبية لتحضير دواء لتخدير المرضى، وهذه الوصفة تستخدم حتى الآن في تحضير المريض قبل العملية الجراحية. كما وجدت رسوم على ورق نبات البردي (الذي استخدمه المصريون القدماء في الكتابة) تظهر مرضى أثناء إجراء عمليات جراحية وكانوا يظهرون بعيون مفتوحة، ما يعني أن المريض تعرض لتخدير جزئي.
          في اليونان، جعلت الحضارة اليونانية «الطب» مهنة علمية ووصف «هيبوقراطس» الكثير من الأمراض وعلاجها وكتب دستور الأطباء وقسمهم الذي يتلى حتى الآن. كما استعملوا نباتات طبية لتخفيف الألم مثل نبات «تفاح الجن» الذي حضرت منه عقاقير بأشكال مختلفة منها السائل ومنها المرهم الذي يستخدم للجروح السطحية.
          أما الصينيون، فقد كانوا أول من استعمل نبات «القنب» لمعالجة الأوجاع عن طريق الاستنشاق بعد حرقه والتعرض للدخان المتصاعد منه.
          أما شعوب الإنكا (إمبراطورية قديمة بنتها شعوب هندية في جنوب غرب أمريكا الجنوبية)، فقد عرفوا التخدير الموضعي، فكان الجراحون يمضغون أوراق الكوكا ويقومون ببصق اللعاب المشبع بالمادة المخدرة في الجرح المفتوح أمامهم.
          وكانت هناك طرق للتخدير الجزئي مثل الضغط على جذع العصب لمنع مرور الدماء إليه وتتوقف وظيفته أو بوضع الماء البارد والثلج فوق العصب ثم تتم الجراحة في الموضع الذي يغذيه هذا العصب.
          أما في أوربا القديمة، فقد كان الجهل والشعوذة منتشران، واعتقد
الجراحون أن الألم جزء أساسي من الجراحة لا يمكن تفاديه، وكان الناس يعتقدون أن الآلام تمسح الذنوب التي يرتكبها الإنسان، وكان الفلاسفة يطالبون الجراحين بأن يكونوا أقوياء ولا تأخذهم بالمرضى شفقة أو رحمة. وكانت طرق التخدير متأخرة جدًا وبدائية، وكانت الجراحات تُجرى للمرضى من دون تخدير، حيث يقوم الجراح بتقييد المريض حتى لا يستطيع التحرك وهذه الطريقة تعتمد على سرعة الجرَّاح.
          أما التخدير على الطريقة الإيطالية، فقد كان يتم بضرب المريض فوق رأسه بمطرقة خشبية حتى يفقد الوعي ثم تجرى الجراحة.


إقرأ أيضًا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق