قصة وحكاية: • قصة للأطفال: مغامرة بياض الثلج والأقزام السبعة

بياض الثلج والأقزام السبعة

فِي يَومٍ مِنَ الأَيَّامِ، كَانَت هُنَاكَ أَمِيرَةٌ جَمِيلَةٌ تُدْعَى بَيَاضَ الثَّلْجِ. عَاشَتْ فِي قَلْعَةٍ كَبِيرَةٍ مَعَ وَالِدِهَا المَلِكِ وَزَوْجَةِ أَبِيهَا المَلِكَةِ الشِّرِيرَةِ. كَانَ وَالِدُهَا دَائِمًا يَقُولُ لَهَا: "كُونِي عَادِلَةً وَلَطِيفَةً، فَهَذَا هُوَ الأَهَمُّ لِلْعَائِلَةِ المَالِكَةِ. يَأْتِي النَّاسُ إِلَيْنَا بِحَاجَاتٍ وَمَشَاكِلَ، وَيَجِبُ أَنْ نَكُونَ عَادِلِينَ فِي حُكْمِنَا".

لَكِنَّ المَلِكَةَ كَانَت تَمْتَلِكُ مِرْآةً سِحْرِيَّةً تَسْأَلُهَا يَوْمِيًّا: "يَا مِرْآتِي، يَا مِرْآتِي عَلَى الحَائِطِ، مَنْ هِيَ الأَجْمَلُ فِي هَذَا الكَوْنِ؟" وَكَانَتِ المِرْآةُ تُجِيبُ دَائِمًا: "بَيَاضُ الثَّلْجِ هِيَ الأَجْمَلُ بِلَا مُنَازِعٍ!" مِمَّا جَعَلَ الغِيرَةَ تَتَأَجَّجُ فِي قَلْبِ المَلِكَةِ الشِّرِيرَةِ. قَرَّرَتِ المَلِكَةُ التَّخَلُّصَ مِنْ بَيَاضِ الثَّلْجِ، فَأَمَرَتْ صَيَّادَ القَصْرِ بِأَخْذِهَا إِلَى الغَابَةِ وَقَتْلِهَا.

أَخَذَ الصَّيَّادُ بَيَاضَ الثَّلْجِ إِلَى الغَابَةِ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ إِيذَاءَهَا لِأَنَّهَا كَانَتْ بَرِيئَةً وَلَطِيفَةً لِلْغَايَةِ. فَأَخْبَرَهَا بِخُطَّةِ المَلِكَةِ وَقَالَ لَهَا: "اِهْرُبِي بِسُرْعَةٍ وَلَا تَعُودِي إِلَى القَلْعَةِ أَبَدًا!". فَرَكَضَتْ بَيَاضُ الثَّلْجِ فِي الغَابَةِ حَتَّى تَعِبَتْ وَوَجَدَتْ كُوخًا صَغِيرًا. طَرَقَتِ البَابَ وَلَكِنْ لَمْ يُجِبْهَا أَحَدٌ، فَدَخَلَتْ وَوَجَدَتِ الكُوخَ فِي حَالَةٍ مِنَ الفَوْضَى. فَكَرَتْ فِي نَفْسِهَا: "سَأُنَظِّفُ الكُوخَ وَرُبَّمَا يَسْمَحُ لِي أَصْحَابُهُ بِالبَقَاءِ هُنَا اللَّيْلَةَ".

نَظَّفَتْ بَيَاضُ الثَّلْجِ الكُوخَ وَوَجَدَتْ فِي العُلِّيَّةِ سَبْعَةَ أَسِرَّةٍ صَغِيرَةٍ. نَامَتْ عَلَى أَحَدِهَا بِسُرْعَةٍ لِأَنَّهَا كَانَتْ مُرْهَقَةً جِدًّا. فِي المَسَاءِ، عَادَ سَبْعَةُ أَقْزَامٍ إِلَى الكُوخِ بَعْدَ يَوْمٍ طَوِيلٍ مِنَ العَمَلِ فِي مَنْجَمِ الجَوَاهِرِ. فُوجِئُوا عِنْدَمَا وَجَدُوا الكُوخَ نَظِيفًا وَصَعِدُوا إِلَى العُلِّيَّةِ لِيَجِدُوا بَيَاضَ الثَّلْجِ نَائِمَةً. سَأَلُوا: "مَنْ تَكُونِينَ؟"

اِسْتَيْقَظَتْ بَيَاضُ الثَّلْجِ وَأَخْبَرَتْهُمْ قِصَّتَهَا. عَرَّفُوا عَنْ أَنْفُسِهِمْ بِأَسْمَاءِ: خَجُولٌ، دُوكٌ، دُوبِي، غَضْبَانُ، سَعِيدٌ، نَعْسَانُ، وَعُطَاسٌ. قَرَّرُوا أَنْ تَبْقَى مَعَهُمْ مُقَابِلَ أَنْ تُسَاعِدَهُمْ فِي الحِفَاظِ عَلَى نَظَافَةِ المَنْزِلِ وَتَعْلِيمِهِمِ القِرَاءَةَ.

فِي صَبَاحِ اليَوْمِ التَّالِي، حَذَّرَ الأَقْزَامُ بَيَاضَ الثَّلْجِ مِنْ فَتْحِ البَابِ لِأَيِّ شَخْصٍ غَرِيبٍ. وَلَكِنَّ المَلِكَةَ الشِّرِيرَةَ اكْتَشَفَتْ مِنْ مِرْآتِهَا السِّحْرِيَّةِ أَنَّ بَيَاضَ الثَّلْجِ لَا تَزَالُ عَلَى قَيْدِ الحَيَاةِ. فَتَنَكَّرَتْ فِي هَيْئَةِ امْرَأَةٍ عَجُوزٍ وَذَهَبَتْ إِلَى كُوخِ الأَقْزَامِ وَمَعَهَا تَفَّاحَةٌ مَسْمُومَةٌ. عِنْدَمَا رَأَتْ بَيَاضُ الثَّلْجِ المَرْأَةَ العَجُوزَ، شَعَرَتْ بِالشَّفَقَةِ عَلَيْهَا وَفَتَحَتِ البَابَ. أَعْطَتْهَا المَرْأَةُ العَجُوزُ التَّفَّاحَةَ المَسْمُومَةَ، وَمَا أَنْ أَخَذَتْ بَيَاضُ الثَّلْجِ قَضْمَةً حَتَّى سَقَطَتْ فِي نَوْمٍ عَمِيقٍ.

عِنْدَمَا عَادَ الأَقْزَامُ إِلَى الكُوخِ، وَجَدُوا بَيَاضَ الثَّلْجِ مُلْقَاةً عَلَى الأَرْضِ. طَارَدُوا المَلِكَةَ الشِّرِيرَةَ حَتَّى قِمَّةِ الجَبَلِ، حَيْثُ سَقَطَتْ وَلَمْ تُرَ مُرَّةً أُخْرَى. وَلَكِنَّ بَيَاضَ الثَّلْجِ بَقِيَتْ فِي نَوْمِهَا العَمِيقِ. صَنَعَ الأَقْزَامُ تَابُوتًا زُجَاجِيًّا وَوَضَعُوا فِيهِ بَيَاضَ الثَّلْجِ، وَظَلُّوا يُرَاقِبُونَهَا بِحُزْنٍ لَيْلًا وَنَهَارًا.

فِي يَومٍ مِنَ الأَيَّامِ، مَرَّ الأَمِيرُ الَّذِي كَانَ يَبْحَثُ عَنْ بَيَاضِ الثَّلْجِ بِالصُّدْفَةِ بِجَانِبِ الكُوخِ. رَأَى بَيَاضَ الثَّلْجِ فِي التَّابُوتِ الزُّجَاجِيِّ، وَقَامَ بِتَقْبِيلِ يَدِهَا. وَفَجْأَةً، اِسْتَيْقَظَتْ بَيَاضُ الثَّلْجِ مِنْ نَوْمِهَا العَمِيقِ. كَانَ الأَقْزَامُ وَالأَمِيرُ فِي غَايَةِ السَّعَادَةِ. وَدَّعَتْ بَيَاضُ الثَّلْجِ الأَقْزَامَ وَذَهَبَتْ مَعَ الأَمِيرِ إِلَى مَمْلَكَتِهِ، حَيْثُ تَزَوَّجَا وَعَاشَا فِي سَعَادَةٍ دَائِمَةٍ.