الصفحات

الثلاثاء، 11 يونيو 2024

• قصة للأطفال: سَعادَة بائعة اللبن

لا تَعُدّ صيصانك قبل أن يُفَقِّس البيض

كان يا ما كان في قديم الزمان فتاةٌ اسمها سَعادَة، تعيشُ بالريف وسطَ أُسرتها الصغيرة؛ أمها وأبيها الفلاح، الوالد يعمل بزراعة الأرض والعناية بالمحصول، ثم بَيْعه للتجار، والأم رَبَّة بيتٍ إلى جانب اهتمامها بالحيوانات وتربية الطيور وبيع إنتاجها في السوق أو للجيران، أما وظيفة سَعادَة فهي حَلْبُ الأبقار وجَمْعُ اللبن، وتوزيعه في السوق.

سَعادَة عمرها تسع سنوات، تُحِبُّ أرضها واللعب مع الحيوانات، تذهب للمدرسة في الصباح الباكر. وبمجرد عودتها يبدأ نشاطها التي تُكَلِّفُها به أمها، وهو بَيِعُ اللبن والبيض للزبائن بالسوق القريب، ولأن سَعادَة طفلة متفائلة وأحلامها كبيرة وكثيرة، وبشكل مختلف عن بقية صديقاتها بالقرية، كانت دائمة التفكير فيما ستفعل بنصيبها من المال، بعد أن تبيع كل ما معها من لَبَنٍ وبيض في السوق وللتجار.

وفي يوم وكالمعتاد ملأت الأم الدِّلاء باللبن ووضعت كمية البيض، وأعطته لابنتها سَعادَة لتحمله إلى السوق وبيعه، وخَرَجَتْ سَعادَة، وكل خطوة تخطوها على طول الطريق كانت مشغولة بالمال الذي ستحصل عليه، والأشياء التي تريد شراءها، والتي وعدتها أمها وأبوها بها، وأثناء سيرها على الطريق، وبينما كان ذهنها مشغولاً بالكعكة وحَبّات التُّوت التي كانت ستشتريها كمكافأة لها!

شاهدت سَعادَة دجاجةً، فصار حلمها أكبر؛ وأخذت تُفَكِّرُ عما ستفعله بالدجاجة التي ستشتريها وتربيها، أخذت تكلم نفسها: "سأشتري دجاجةً، وتصبح ملكي وحدي، وستضع تلك الدجاجة البيض، ثم سأتمكن من بيع البيض والحصول على المزيد من المال"، وتواصلت أحلامها على طول الطريق. و"بمزيد من المال، سأتمكن من شراء الفستان الأخضر الذي شاهدته من قبل، وأجعل كل الفتيات الأخريات يشعرن بالغيرة".

وبخطواتٍ فَرِحَة ومُثيرة، بدأت سَعادَة في القفز، مُتَناسِيَةً اللبن في الدِّلاء، والبيض في السلة. وسرعان ما بدأ البيض يَنْكَسِرُ واللبن يَنْسَكِبُ من الحواف عليها. وَقَفَتْ سَعادَة حائرةً بعد أن غَرِقَتْ ثيابُها باللبن المسكوب والبيض المكسور. وعندما رجعت إلى المنزل من دون مالٍ ومع دلوها الفارغ، سألتها والدتها: يا إلهي! ماذا حدث لك؟

هنا أجابت سعادة بحزن وخجل: كنت مشغولةً يا أمي بالحلم، بكل الأشياء التي كنت أرغبُ في شرائها، فَنَسيتُ أَمْرَ البيض والدلاء، فقالت الأم: أوه ياصغيرتي: كم مرة قلت لك: "لا تَعُدِّي صيصانك حتى تُفَقِّس"؛ على الإنسان أن يعمل بجد لتحقيق طموحه، يَتَأَنّى ويحسب خطواته بدلاً من أن يشغل نفسه بالأحلام فقط.

بواسطة خيرية هنداوي

إقرأ أيضاً:

قصة للأطفال: الإسكافي والقزمان

قصة للأطفال: قطار الزعيم

قصة للأطفال: الثعلب والعنب

قصة وحكمة: كولومبوس وُلِدَ لِيُتَوَّج مَلِكاً

قصة للأطفال: سامر يحتفظ بأسرار عائلته

للمزيد             

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية

المصدر: 1






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق