التعاطف الماكر هو سلاح في جعبة المكائد
ظل الرومانُ القدماءُ لسنواتٍ يُحاصرن مدينةَ الفاليسكانيين دون جدوى، وفي أحد الأيام وبينما كان القائد الروماني "كاميلوس" يُعَسْكِرُ خارجَ المدينةِ، رأى رجلاً يقودُ أمامه عدداً من الأطفال...
كان
الرجل مُعَلِّماً فاليسكانياً، أما الأطفالُ فكانوا أبناءَ وبنات أعرق المواطنين
في المدينة وأكثرهم ثراءً؛ أخذهم المُدَرِّسُ متظاهراً أنه سيطوفُ بهم في نزهةٍ،
لكنّه اتَّجَهَ بهم للرومان ليأخذوهم كرهائن لكي ينالَ حظوة "كاميلوس" عَدُوّ
مدينته. لم يتخذ "كاميلوس" الأطفالَ رهائن، بل عَرَّى المُدَرِّسَ وَرَبَطَ
يَدَيْهِ خلفَ ظهره، وأعطى لكلِّ طفلٍ عصاً يَضربُهُ بها طوال طريق عودتهم إلى
المدينة. أَثَّرَ هذا التَّصَرُّفُ كثيراً في الفاليسكانيين.
ربما
كان أَخْذُ الأطفالِ كرهائن سَيُحَقِّقُ بعضَ المكاسبِ لـ"كاميلوس" بأن
يجعل بعض الفالسكانيين يُصَوِّتونَ للانسحاب، أو حتى إن اختاروا الحربَ فلم يكونوا
لِيُحاربوا بنفس الحماس، ولكن تَرَفُّعَهُ عن ذلك أَنهى مقاومتهم، وجعلهم يختارون
الاستسلام.
حَسَبَ
القائدُ حساباته بِدِقَّةٍ، لأنه لم يكن لِيَخْسَرَ شيئاً على أيِّ حالٍ، لأن
استغلال الرهائن لم يكن لِيُنْهِ الحربَ، ولكن جَعَلَهُ يكسبُ ثقة واحترام أعدائه،
وجعلهم يقبلون سَطْوَتَهُ عليهم.
التعاطفُ
المحسوبُ غالباً ما يُخْضِعُ إليك حتّى أَلَدَّ أعدائك، لأنك حين تّمسّ القلبَ لن
يرغبُ الإنسان بعدها في المقاومة.
المصدر: THE 48 RULES OF POWER, ROBERT GREEN
إقرأ أيضاً:
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق