الصفحات

الخميس، 22 ديسمبر 2022

• قصة مُخَيِّبَة: بارنوم والتنويم المغناطيس


جِراحُ الضَّمِيرِ أَسْهَلُ فِي الشِّفَاءِ مِنْ جِراحِ السُّمْعَةِ

في عام 1842 كان بارنوم شاباً يسعى لترسيخ سمعته كأشهر رجل عرض في أمريكا، فقرّر شراء المتحف الأمريكي بمنهاتن وتحويله إلى معرض للتحف، المشكلة أنه لم يكن يملك المال، كان السعر الذي يطلبه القائمون على المتحف هو 150 ألف دولار.

لكن بارنوم استطاع أن يقدم عرضاً راقياً للمالكين حيث أنه قدم نصف المبلغ على شكل عشرات الرهونات والسندات. وافق المالكون شفوياً على عرض بارنوم، لكن في اللحظة الأخيرة باع الشريك الرئيسي المتحف والمقتنيات لمتحف بيل.

غضب بارنوم، لكن الشريك الرافض عَلَّلَ قراره بِكَوْنِ المشتري له اسماً مشهوراً، في حين أن بارنوم شخص غير معروف. رأى بارنوم أنه طالما لم يكن لديه اسمٌ يَضْمَنُه، وليس له الوقت الكافي لصناعة اسمه والمنافسة، فلن يكون أمامه سوى خيار واحد هو تدمير سُمْعَةِ بيل، فبدأ حملةً من الكتابة في الصحف واصفاً مالكي متحف بيل بأنهم عصابة من «مديري البنوك الفاسدين» لا يعرفون شيئاً عن الترفيه، وَحَذَّرَ الناسَ من شراء أسهم بيل، لأن شراء بيل لمتحف آخر سوف يُشَتِّتُ مواردَهم ويُضعفها، نجحت الحملة وَتَهَاوَتْ أسعارُ الأسهم وأَدّى فُقدان الثقة في بيل إلى تراجع المالكين بالمتحف الأمريكي عن الصفقة وباعوا كل شيء لبارنوم.

تَطَلَّبَ الأمر سنوات من متحف بيل لينتعش من جديد، ولم ينسوا أبداً لبارنوم ما فعله بهم، وقرّر السيد بيل الانتقام من بارنوم ومهاجمته بنفسه وذلك بأن يُرَوِّجَ سُمْعَةً لبرامجه بأنها راقية ومدهشة وبأنها أكثر علمية على عكس برامج بارنوم المبتذلة. كان التنويم المغناطيسي من الأشياء «العلمية» الجذابة لدى بيل، وقد جذب الكثيرين من المشاهدين لفترة وكان ناجحاً تماماً. في الطرف المقابل قرر بارنوم أن يهاجم سمعة بيل مرة أخرى.

نَظَّمَ بارنوم عرضاً تنويمياً منافساً لخصمه، وقام هو نفسه بتنويم طفلة، وبمجرد أن دخلت الطفلة في النوم طلب متطوعين من الجمهور، لكنه كان يفشل في تنويمهم مهما حاول، وضحك الجمهور، فقال لهم بارنوم أنه لكي يثبت أن تنويم الفتاة حقيقي فإنه سيقطع إصبعاً من أصابعها دون أن تشعر، ولكن حين بدأ في سَنِّ السكين فزعت الفتاة وهربت ففرح الجمهور.

كَرَّرَ هذه العروض لأسابيع؛ بعدها لم يعد أحدٌ يصدق عروضَ بيل، وانفضّوا عنها وأغلق العرض بعد ذلك بأسابيع. في السنوات التالية تَرَسَّخَتْ سمعة بارنوم بأنه رجل العروض الجريئة والبارعة، وهي سُمعة استمرت معه طوال حياته، بينما لم تتعافَ سُمْعَةُ بيل بعدها أبداً.

المصدر: THE 48 RULES OF POWER, ROBERT GREEN

تابعونا على الفيسبوك

مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي

حكايات معبّرة وقصص للأطفال

www.facebook.com/awladuna

إقرأ أيضاً

قصة وحكمة: مدح وعقاب على نفس الفعل

قصة للأطفال: الطفل السمكة

قصة مشاهير: هل استعان هانيبال بالجنّ في معاركه

قصة للأطفال: أمنية عروسة قطنية

قصة للأطفال: أسنان سارة

للمزيد              

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق