الصفحات

الاثنين، 14 نوفمبر 2022

• قصة للأطفال: جميلة والقمر


صديقان إلى أن ينام القمر

كان هناك فتاة صغيرة جميلة، تعيش مع والديها اللذين يغمرانها حباً ودلالاً، لحسن خلقها وأدبها، اعتادت كل يوم عند المساء، أن تقف وراء نافذتها تنتظر بعينيها السوداويين قدوم القمر، كان شعرها أسود فاحماً، ولما جاء القمر شعر بنظراتها، فأرسل إليها خيوطاً من أشعته داعبت خصلات من شعرها.

تَعَجَّبَت الفتاة الصغيرة واندهشتْ، فسألت القمر: ماذا تريد مني؟ ما الذي جعلك ترسل أشعتك لتداعب خصلات شعري؟

اقترب القمر من الصغيرة وقال لها: أريد ان أصبح صديقك، أراقبك كل يوم وأنت تنظرين إليّ وتنتظرينني، وأتمنى ان أتحدث إليك، ولكن خجلي كان يمنعني، ورحلاتي بين بلدان العالم لِأُنِيرَ سماءها بضوئي أيضاً.

نظرت جميلة إلى القمر بنظرات ملؤها الغضب وقالت: أنا لا أتحدث مع الغرباء، أنت تتكلم معي من دون إذن أمي.

حزن القمر من كلام الصغيرة، وحجب نفسه وراء الغيوم، فتحولت السماء في لحظة إلى ظلام دامس... ما دعا الفتاة الصغيرة للخوف والجري مستغيثة بأمها، التي سألتها: ماذا بك؟ ماذا حدث يا حبيبتي؟

قَصَّت الصغيرة ما حدث بينها وبين القمر، فابتسمت الأم وقالت لها: قصتك عن القمر أجمل من الخيال يا صغيرتي، القمر يُحِبُّ كل البشر، يضيء ليلهم ليستمتعوا به، ويرشد بضوئه طريقهم عند عودتهم من العمل، هنا قاطعتها جميلة بلطف وأدب: قصتي حقيقية يا أمي وليست خيالية، القمر لامس خصلات شعري بأشعته، وجاء وتحدث معي، أنا أقول الصدق يا أمي.

ابتسمت الأم وبادرت اهتمام جميلة باهتمام مماثل: ما دمت تحبين القمر وتنتظرين رؤيته كل يوم من نافذة غرفتك... لماذا لم تقبلي صداقته؟

رَدَّت الصغيرة: هو يتبعني أينما ذهبت.. يلاحقني بأشعته.. وضوئه، بيتنا تنيره الكهرباء ونحن لسنا بحاجة للقمر، فردّت الأم على ابنتها قائلةً: إن الكهرباء تنير لنا البيوت حقاً، ولكنّ السماء من دون قمر ستصبحُ سوداء موحشة، وسيخاف منها الصغار كما خِفْتِ أنت منها منذ قليل، وصرختِ مستنجدةً بي، وأنت بدلاً من أن تشكري القمر.. جَعَلْتِهِ حزينًا من كلامِك؛ أراد مصادقتك وأنت رفضتِ، وقلتِ له كلاماً قاسياً.

نادت جميلة القمر، ولكنّه كان حزيناً فلم يقترب منها، واكتفى بان أرسل أشعته من وراء سحابة ليضيء غرفة نوم الصغيرة، فدخلت الطفلة لغرفتها، وبدأت تناجي ربها بأن يظهر القمر كل ليلة، ويضيء السماء كعادته، ونامت وهي باكيةً على وسادتها، وإذ بأشعّة القمر تتسلّل لتداعب وجنتَيها وتمسح عنهما الدموع، قفزت جميلة إلى النافذة وهي سعيدةٌ؛ القمر قَبِل اعتذارها، ووعدته أنّهما سيصبحان صديقيْن مقرّبيْن إلى الأبد.

تابعونا على الفيسبوك

مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي

حكايات معبّرة وقصص للأطفال

www.facebook.com/awladuna

إقرأ أيضاً

قصة وحكمة: اتّقِ شرّ من أحسنت إليه

قصة للأطفال: كاسو وكلبه

قصة للأطفال: الدعسوقة وزي القنفذ

قصة وحكمة: استفد من أعدائك

قصة وحكمة: عدوك منجم ذهب فاستغله

للمزيد              

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق