شبابٌ دائم
في
قريةِ «ليون» الريفيةِ، في فرنسا، حيث أزهار الربيعِ تفوحُ عطراً منعشاً كأنه هابط
من السماء، نشأ الطفلُ «مارك» مدللاً، مغموراً بحنانِ أبويهِ.
طفلٌ وحيدٌ، نبيهٌ، جميلٌ، يُكْثِرُ من الأسئلةِ حول كلّ ما يراه أو يسمع عنه.
دخل
حديقةَ الأطفال فأذهل مُعَلِّماتِه بذكائِهِ الفطريّ، وكان، إلى هذا، محبّاً،
باسماً، ودوداً، لا يغيظ أحداً من أترابِهِ. (زملائه ورفاق سنّه).
ذات
ليلة بدا «مارك» مضطرباً، مشغول البالِ، طال سهرُه، لقد لفتته في رأس أمه، الراقدة
بقربِه، شعرة بيضاء!
سأل
أمّه: في رأسك شعرة بيضاء؟!
أجابته:
إنها بداية المشيب!
-
يعني ماذا؟
-
الإنسان، يا بنيّ، كالشجرةِ التي تبدأ صغيرة جداً. ثم
تكبر فتورق وتزهر وتثمر، ثم، مع الأيّام، تبدأ تجفّ فتيبس، هكذا نحن..
-
هل أنت ستيبسين، يا «ماما»، كالشجرة؟
-
لا، بل أصبح عجوزاً كجدتي.
-
كيف؟
حارت
الأم في الجوابِ، فصمتت لحظة ثم قالت: انظر إلى المُنَبِّه على هذه المنضدة
الصغيرة قرب السرير. الساعة تدور والزمان معها يدور. ومع كلّ دورة نكبر. أنت،
مثلاً تصير شاباً ثم كهلاً ثم عجوزاً.. أصغى إليها باهتمام وراح يرددّ بهدوء:
الساعة تدور، تدور، والزمان معها يدور. ومع كلّ دورة تشيب شعرة من رأس أمي.
استولى
عليه النعاس فغط في النومِ قليلاً ثم استيقظ وراح يصغي إلى دقات الساعة.
تذكّر
كلمات أمّه: الساعة تدور.. تدور والزمان معها يدور. فنهض إلى المنبّهِ فألقاه
أرضاً وحطّمه ثم أيقظ أمّه وهو يصيح:
ماما!
ماما! حطّمت المنبّه. بعد الآن لن تدور الساعة والزمان لن يدور معها. ولن يشيب شعر
رأسك، ولن تصيري عجوزاً.
قبّلته
بحرارة ودمعة الفرح تتلألأ في عينيها وقالت له: وحده الطفل يستطيع أن يوقف دورة
الزمن!
بواسطة
نبيهة الحلبي
المصدر: 1
مواضيع تهم الطلاب والمربين
والأهالي
إقرأ أيضاً
قصة للأطفال: عقد من قطرات المطر
قصة للأطفال: الساحرة وأخت الشمس
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7
مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على
المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل
المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن
شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة
شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث
عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات
وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات
وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق