ملح وسُكَّر
وَرْدانُ يحب بطنه، وبطن وردان يحب الطعام، لذلك يدور دائماً في المطبخ كفأر جائع.
ذات يوم لم يجد وردان طعاماً لذيذاً، بل وجد كتاب فن الطبخ، ففتحه كما يفتح المغامرون مغارة الكنز.
وحين وصل الأب حاملاً أكياساً، أسرع وردان لمساعدته، بينما أسرعت وردة تبحث عن الموز بين الأكياس، وكأنها قردة جميلة تبحث عن موز في الأدغال.
سأل وردان: «هل اشتريت النباتات الخضراء يا أبي؟ فأنا نباتي».
ابتسمت الأم وقالت: لكنني كنت سأطبخ طبق دجاج وطبق أرز، لا تقترب من طبق الدجاج يا نباتي!
كالديك قفز وردان ليقول: «كنت أمزح! أنت لا تحتملين المزح يا أمي»!.
ضحك الجميع... قبل أن يقول الأب: «أعدّوا طعام الغداء، سيأتينا ضيوف» ثم دخل غرفته ليرتاح.
وردان لم يرتد ثوب الطباخ، بل ارتدى مريولاً يستخدمه أبوه في العمل، فبدا مثل طباخ في قبيلة من الهنود، وهو يهتف: «الطعام اللذيذ يطبخ على نار هادئة».
ضحكت الأم من حركات وردان، فهو فريد لا يوجد مثله اثنان، بينما دخلت وردة إلى المطبخ، تضحك وتشير إلى لعبتها، فقد صنعت لها شعراً من قشرة الموز!
صاح وردان: ما الذي جاء بك؟ أنت أصغر من ملعقة المحاشي، اذهبي هناك!
لكن الأم منعته من معاملة أخته بهذه الطريقة، وطلبت منه أن يتعاونا لتنقية حبات الأرز من الشوائب.
جلس وردان ووردة على قطعة قماش على الأرض، وردة تبتسم وتحدث حبات الأرز ثم تصنع منها تلة، ووردان الغاضب منها، يبدو مثل رجل صيني في مزرعة أرز، يكرر ما قرأه في كتاب فن الطبخ «نغسل أيدينا جيداً، ننقي الأرز من الشوائب، نضيف الماء ونسلق الأرز، ثم نضيف السمن والملح، وفي النهاية نرش البهارات».
وضع وردان أوعية التوابل على الطاولة، ثم حرّك الأرز جيداً.
لكن وردة التي جلست على كرسيها، أعجبت بأغطية الأوعية الملونة، فراحت تبدل الأغطية، وهي تتخيل أن الأوعية أطفال يتبادلون القبعات في حفلة جميلة!
وضع وردان الملح والبهارات، ثم جلس ينتظر أن ينضج أرزه، فبدا قلقاً مثل طباخ عالمي في مسابقة أفضل طباخ.
ولكي تضع الأم علامة لوردان، قررت أن تتذوق الأرز وهو على النار، ففوجئت بأن طعم الأرز حلو، وعليه بهارات الحلوى!
وعندما علم وردان بذلك، راح يقفز كحبة بوشار في الزيت، ويقول: وردة بدلت الأغطية، ابنتكم سبب فشلي، وهي ستسود وجوهنا أمام الضيوف!
استيقظ الأب وراح يساعد أم وردان، فنسي الجميع طبق الأرز، وحضروا طبق الدجاج مع البطاطا وطبق السلطة، بينما كان وردان ينظر إلى وعاء الأرز، ويفكر «لو كنت أنا المخطئ لعاقبوني، لكنها وردة المدللة»!.
ترك وردان المطبخ، بينما راحت الأم تضيف الحليب على الأرز والمزيد من السكر.
جاء الضيوف، وجلس الجميع إلى المائدة، وتناولوا الطعام اللذيذ.
وبعد الطعام، وزعت أم وردان حلوى الأرز بالحليب على الجميع، وقالت لهم هذا الطبق صنعه وردان .
أكل الجميع الطبق اللذيذ، ووردان سعيد يشرح لهم كيف صنع هذا الطبق، ويهتف سأسكب لكم المزيد.
عند المساء، سأل وردان: هل أصنع لكم الحلوى غداً؟.
«بالملح أو بالسكر»؟ سألته الأم، ضحك الجميع، وضحكت وردة التي ارتدت قبعة الطباخين.
المصدر: 1
مواضيع تهم الطلاب والمربين
والأهالي
إقرأ أيضاً
قصة للأطفال: صفية والدفتر
وعلبة بيض
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7
مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على
المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل
المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن
شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة
شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث
عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات
وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات
وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق