الصفحات

الاثنين، 2 مايو 2022

• قصة للأطفال: سما والقلادة


الإيثار

ترفض سما ذات السبع سنوات أن تخلع قلادتها قبل النوم، وقلادتها ليست مصنوعة من ذهب أو فضة، بل من حبل مطّاطيّ مزركش بالخرز الملون.

 تقول لها أمّها قبل أن تخلد إلى سريرها: «يا سما يجب أن لا تنامي والقلادة حول رقبتك فهذا لا يتوافق وشروط السلامة، لربّما يلتفّ الحبل المطاطيّ على رقبتك، وقد يجرحك الخرز».

تردّ سما: «لكنّي أحب هذه القلادة، إنّها من ابتكاري، لقد جلست لساعات أشتغل بها، وكنت صبورةً وأنا أضمّ حبّات الخرز بالحبل. لذلك أحبّ أن تبقى معي فأنا معتادة عليها، وهي قطعة مفضّلة لدي»...

قالت أمها: «طبعاً وأنا أحبّ أن أراها تزيّن رقبتك الجميلة بينما شعرك مرفوع إلى فوق، إنني معجبة بحبّاتها الملوّنة: بالأزرق والبرتقاليّ والليلك والزهري والأصفر والأبيض والأسود والأخضر. ولكن ليس من المعقول أن ينام الإنسان والساعة في يده، أو السوار حول معصمه، تماماً كأن ينام وبقدمه حذاء. في الليل يجب أن نخلع كلّ أدوات الزينة، مثل الخاتم والخلخال والقلادة، وأن ننام بملابس مريحة».

لكنّ سما تخاف أن تفقد القلادة، وأن لا تجدها في الصباح، فقد يرميها أحدهم في القمامة ظنّاً منه بأنّها من غير صاحب.

لقد كانت سما مرتبطة بقلادتها، وتشعر بأنها جزء منها، لذلك اقترحت عليها أمها بأن تضعها تحت المخدّة لتعاود لبسها في الصباح، وبذلك وافقت سما بعد طول تفكير، وأصبحت لا تنام إلا والقلادة تحت وسادتها، وكانت أحياناً تدسّ يدها بالليل لتتأكد بأنها لا تزال في مكانها.

بقي الحال هكذا، القلادة مع سما أينما تذهب طوال اليوم، وفي الليل تخبئها داخل فراشها.

وحين بدأت حملة العون للشتاء، طلب المختار من سكان الحي التبرّع بالملابس والبطانيات والشراشف والمناشف والمعاطف لتقديمها هدايا للأطفال في مخيّم اللاجئين.

تحمّست سما للفكرة وذهبت مع أمّها إلى السوق واشترت معطفاً لطفلة في مثل سنها، كذلك اشترت لهل بطانية تقيها من برد الشتاء.

ودون أن يعلم أحد، فتحت سما خزانتها واختارت أجمل فستان تحبّه وجرابا صوفياً لونه أبيض، وجمعت أشياء صغيرة أخرى للتبرع بها، مثل أدوات تزيين الشعر، صوفية وقبّعة ملوّنة وشالاً شتوياً، ولم تنس أن تتبرع بمظلّة تستفيد الطفلة منها لئلا يبلّلها المطر.

ثم خلعت القلادة ووضعتها في مغلّف أخفته في جيب المعطف كتبت عليه: هذه القلادة أحبّها كثيراً وهي من شغلي، قرّرت أن أهديها إلى صديقتي التي تعيش الآن في مخيم اللاجئين، وأتمنى عندما تلبسها أن تتذكر سما الصغيرة، وأنا بدوري سأسأل الله تعالى كل مساء أن ترجعي إلى بيتك، وينتهي الحال بك على أحسن ما يرام، وأن تنعمي براحـة البال في وطنك.

المصدر: 1

تابعونا على الفيسبوك

مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي

حكايات معبّرة وقصص للأطفال

www.facebook.com/awladuna

إقرأ أيضاً

قصة للأطفال: الكلب شبونجل لم يعد كسولاً

قصة للأطفال: كوكب لا انتظار فيه

قصة للأطفال: شجرة السنديان وأمها الأرض

قصة للأطفال: لا بسمة كبسمتي

قصة للأطفال: تسونامي في الفيليبين

للمزيد              

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق