قصة وحكاية: • قصة وعبرة: الخبز والملح يغلب عزرائيل

يُحكى أن شاهبندر التجار كان يسكن في بلاد الشام، دعا في أحد الأيام الناس إلى وليمة في بيته، حضروا جميعهم وحضر معهم دون دعوة رجلٌ غريبٌ فقيرٌ ذو ملابس رثة وشعر أشعث ورائحة مُنَفِّرَةٍ، وجلس بجانب شاهبندر التجار وأخذ يأكل من صحنه، لكن صاحب الدعوة لم يشعر بالقرف منه وبقي يأكل مع ضيفه الفقير من نفس الصحن .

دُهش الحضور مما حصل، ثم شكروا المضيف على الوليمة وتركوا البيت، ولم يبقَ إلا الرجل الفقير، شكره على الوليمة وقال له: أنا عزرائيل جِئتُ لأقبض روحك، لكني بعد أن لمستُ محبتك للفقراء وعطفك وكرمك عليهم، طلبت من الله تعالى أن يُطيل عمرك ويعطيك عشر سنوات إضافيه، وأَنك لا تموت إلا في قرية السعادة.

تفاجأَ التاجر، لكنه في قرارة نفسه فرح كثيراً وعاد لمزاولة حياته بهمة ونشاط، مرّت السنوات، ووقع الشاهبندر في حب فتاة فائقة الجمال وخطبها، وفي ليلة الزفاف ذهب إلى بيتها فوجد أن كارثة وقعت هناك وانتقلت الفتاة مع عائلتها إلى بلاد بعيدة، بدأ يفتش ويسأل إلى أن اهتدى إلى مكان إقامة خطيبته، واتفق مع أهلها على يوم الزفاف.

وفي ساعة العرس جاءه عزرائيل وقال: انقضت السنوات العشر وقد جئت أقبض روحك هنا في قرية السعادة، قال الشاهبندر: أستحلفك يا عزرائيل بربِّ العزة والجلالة أن تُمهلني أسبوعاً مع زوجتي. قال عزرائيل: هيهات، فقد قُضي الأمر.

قال التاجر: أستحلفك بالنبي وأهل بيته أن تُمهلني سواد الليل. أجابه: هيهات فقد قُضي الأمر.

قال الشهابندر: أستحلفك بكل وليّ صالح على وجه الارض أن تمهلني ساعة واحدة فقط. قال: هيهات فقد قُضي الأمر.

بكى شاهبندر التجار وقال: أستحلفك بالخبز والملح الذي أكلناه معاً أن تُمهلني دقائق أُوَدِّع فيها زوجتي...!

أخذتْ الرّجفةُ عزرائيلَ وناجَى ربَّه قائلاً: إلهي لا تجعلني أول من يخون الخبز والملح...!

فجاءه النداء من السماء: ياعزرائيل، لِعظمة الخبز والملح عند الله، وهبناه عشرين سنة رغداً...!

تابعونا على الفيسبوك