تزوج الأبناء الثلاثة،
ومات الزوج وبقيت العجوز الثرية وحيدة فريدة تتحسر على أيام السعادة والهناء، وبالرغم
من قوتها وثرائها إلا أن الأبناء أخذتهم مشاغل الحياة ومتطلباتها فكانوا يزورون أمهم
لماماً مما أزعج الوالدة وقضّ مضجعها، فأرادت امتحان الأبناء لترى مَن يتولى
رعايتها عندما تخور قواها ويشتدّ عجزها.
وُلِدت (غيرترود بيل) في
العصر الفيكتوري في الرابع عشر من شهر تموز عام 1868 في مدينة دُرم Durham في انجلترا ، وشقت طريقها المهني في الحياة، فكانت كاتبة ورحالة
وعالمة آثار، فلم تكن نمطية كمعظم نساء عصرها.
روى "أبوبكر
الطرطوشي" رحمه الله في كتابه "سراج الملوك" قال: حدثني بعض الشيوخ
ممن كان يروي الأخبار بمصر قال: كان بصعيد مصر نخلة تحمل عشرة أرادب ولم يكن في
ذلك الزمان نخلة تحمل نصف ذلك، فغصبها السلطان لنفسه فلم تحمل شيئاً في ذلك العام،
ولا ثمرة واحدة.
ضاع لأعرابيٍ ولدٌ، فضاعَ
رشدُه، وبكاه بكاءَ المفارقين، وجاء بالنوائح ولطمنَ عليه، وبقينَ على ذلك أياماً،
فصعد أبوه يوماً الغرفة فرآه جالساً في زاوية، فقال له: يا بني أنت بالحياة أما
ترى ما نحن فيه؟