الرحلة من
"تهامة" حتى جبال اليمن واسعة مثل صحراء تقطعها الإبل وعلى ظهورها
"هند بنت عتبة ونسوة ورجال بني "مناف" برءوس منكسرة، وقلوب واجفة.
في الناحية الأخرى إبل "بني مخزوم" ورجالها يتوسطهم زوجها السابق
"الفاكه بن المغيرة".
صرخت بنت عتبة بصوت
مكتوم "من يدفع الظلم عني". يدفعونها إلى كهانة اليمن لتظهر براءتها.
كان زوجها قد اتهما بالزنا وعليها الآن أن تبرئها الكهانة. قال لها أبوها: لو كان
زوجك صادقاً دسست له من يقتله فتنقطع الأقاويل، وأن كان كاذباً حكمته إلى كهان
اليمن.
أقسمت أنها صادقة، لذا اتفقت القبيلتان
على الرحيل لسماع حكم الكهان. عندما لاحت جبال اليمن ارتعشت وتغير لونها. قال
أبوها: تغيرت وما هذا إلا لمكروه يسكنك. قالت: لا والله لكني بين يدي بشر يخطئ
ويصيب. رحلة عبر الصحراء. عن الفقر وانتظار المجهول. بداخلها أسئلة عن البراءة
والإدانة، والنصر والهزيمة، والصحراء ليست بذات دليل.
عندما جلست بين يدي الكاهن مع بقية نسوة
القبيلة، قال أبوها: انظر في هؤلاء النسوة. أخذ الكاهن يضربهن على أكتافهن ويقرأ
الطالع، وعندما وقف بقربها عرف أنها صاحبه القضية. نظر في عينيها وقال بصوت سمعه
الجميع: "انهضي غير رسماء ولا زانية ولتلدن ملكاً يسمى معاوية" نهضت
"هند" وقد أشتد عودها، ونهض زوجها ووجهه يطفح بالبشر وأمسك بيدها يطلب
الغفران، لكنها أزاحت يده وقالت بحزم في وجهه "والله إني لأحرص على أن يكون
هذا الملك من غيرك".
إقرأ أيضاً
للمزيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق