يُحكى أن أحدَ ملوك
الفرنجة دعا مهندسيه وسحرته، وأصحابَ أسراره وأمرهم ببناء متاهةٍ مَنْ دَخَلها لا
يخرج منها أبداً. وبعد مُضيّ زمان دعا الملكُ أحدَ ملوك العرب إلى مملكتـه، وعندما
رأى بساطة الملك العربي أراد أن يسخر منه وطلب منه أن يدخل المتاهة.
تاه الملكُ العربيُّ في
سراديبها، ودروبها، وضاقت نفسُه وأيقنَ الهلاك، وشعر بالمهانة والمذلة ثم دعا الله
أن يكشف عنه الغُمَّة ويأتيه بالفرج بعد الشِدَّة، ويكشف له بعفوٍ عن باب المتاهة...
حتى عثر عليه دون أن تنطق شفتاه بشكوى.
وعندما عاد إلى بلاده جمع قُوّادَه وجنودَه
وأغارَ على ملك الفرنجة، وأتلف ملكَه، وهدم مـدنـَه، وأسر الملكَ وأخذه إلى جزيرة
العرب حيث أركبه جملاً، وبعـد مرور ثلاثة أيام وهما يقطعان صحراء من رمـال في وسـع
المحيـط قـال لملك الفرنجة: "آه يا ملك الزمان لقد أردتني أن أضيع في متاهـة
من نحاس، كثيرة الدروب والمسالك، والآن يشاء القدير أن أعرض عليك متاهتي حيث لا
سلالم تصعد، ولا أبواب تفتح، أو تغلق، ولا أروقـة تعبر، ولا جـدران تمنعك من
السير". ثم عفا عنه، وفَكَّ قيودَه وتركه وسط الصحراء.
إقرأ أيضاً
للمزيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق