حكم الملكُ فاروق الأول
(1920 – 1965) مصرَ من سنة 1936 إلى غاية الإطاحة به في انقلاب عسكري في سنة 1952
من طرف ثورة الضباط الأحرار، تميزت سنوات حكمه بالفساد، وحكم بطريقة غريبة إضافة
إلى عدة أمور سلبية أخرى، فقد كان مهووساً بالسرقة، ولم يكن قادراً على منع نفسه
من سرقة الأشياء ونشل جيوب الناس.
لقد كان الملك فاروق
الشاب الوسيم ذا شعبية كبيرة في أوائل سنوات حكمه، غير أنه سرعان ما بدد كل تلك
الآمال حين تبين انعدام كفاءته القيادية، كما تسبب في إفساد مظهره الوسيم بالشره
الكبير الذي أصابه وازداد وزنه كثيرا ليبلغ 136 كلغ، مما جعله موضوعا للسخرية من
طرف العام والخاص، وكان غالبا ما يوصف على أنه "المعدة ذات الرأس"، وقد أدّى
الإسراف في نمط حياته إبان الحرب العالمية الثانية إلى أزمة بين أفراد شعبه.
وكان من بين ضحايا الملك فاروق في السرقة رئيس
الوزراء البريطاني (وينستون تشيرشيل)، الذي دعاه الملك المصري لمأدبة عشاء خلال
الحرب العالمية الثانية. أثناء المأدبة، اكتشف (تشيرشيل) أن ساعة جيبه الثمينة،
التي ظلت متوارثة في أسرته العريقة قد ضاعت منه.
بعد بحثٍ حثيث وطويل عن الساعة، قام
فاروق، الذي كان جالسا بالقرب من (تشيرشيل)، بإعادتها له في وضع مخزٍ قائلاً بأنه
وجدها، وفي وقت سابق إبان الحرب العالمية الثانية، كانت تراود فاروق الأول بشكل
متكرر كوابيس يرى نفسه فيها تطارده أسود جائعة، وأصبح تقريباً لا يعرف النوم بعد
تكرر هذه الكوابيس كثيراً، فاستدعى كبيرً مشايخ جامع الأزهر، الذي نصحه قائلاً: "لن
يهدأ لك بال حتى تقتل أسداً"، لذا قصد فاروق حديقة حيوانات قريبة وأطلق النار
على أسدين داخل قفصيهما.
بحلول سنة 1952، وصل الفساد وسوء تسيير
البلد إلى حد لا يطاق، فقام ضباط في الجيش المصري بقيادة جمال عبد الناصر بالإطاحة
به في انقلاب عسكري في نفس السنة.
فرّ الملك فاروق من مصر على عجالة، وترك
خلفه معظم ممتلكاته، فقامت الحكومة الجديدة بعرضها للبيع على المزاد العلني، وهناك
اكتُشف بأنه كان يملك أكبر مجموعة للمجلات الإباحية في العالم.
استقر الملك فاروق أولا في إمارة موناكو،
ثم في روما، حيث قتلته شراهته وحبه للأكل حرفياً، عندما سقط ميتا على مائدة العشاء
في مطعم في روما بعد تناوله وجبة كبيرة في سنة 1965.
إقرأ أيضاً
للمزيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق