حدّث النسّابة إسماعيل بن الحسين العلوي، قال: ورد
فخر الدين الرازي إلى مَرْو. وكان من جلالة القدر، وعِظَم الذِّكر، وضخامة الهيبة،
بحيث لا يُراجَع في كلامه، ولا يتنفّس أحد بين يديه. فتردّدتُ للقراءة عليه. فقال
لي يومًا: أُحبُّ أن تُصنِّفَ لي كتابًا لطيفًا في أنساب الطالبين لأنظر فيه
وأحفظَه.
فصنّفتُ له المصنَّف الفَخْري. فلما ناولته إياه، نزل
عن مقعده وجلس على الحصير، وقال لي: اجلس على هذا المقعد! فأعظمتُ ذلك وأبيت،
فانتهرني نهرةً عظيمة مزعجة، وزعق عليّ وقال: اجلس حيث أقول لك! فتداخلني من
هيبته ما لم أتمالك إلا أن جلست حيث أمرني. ثم أخذ يقرأ في كتابي وهو جالس بين
يديّ، ويستفهمني عما استغلق عليه، إلى أن أنهاه قراءة. فلما فرغ منه قال: اجلس
الآن حيث شئت، فإن هذا عِلمٌ أنت أستاذي فيه، وأنا أستفيد منك وأُتلمذ لك. وليس من
الأدب إلا أن يجلس التلميذ بين يدي الأستاذ.
مواضيع
تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص
للأطفال وحكايات معبّرة
للمزيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق