كان (جان بابتيست برنادوت) قائداً كبيراً في جيش
(نابليون)، وهو رجل عسكري قوي ضخم الجثة، وكأي رجل كان يخدم
(نابليون) الفائز الأكبر في الثورة الفرنسية، كان (برنادوت) يكنّ كراهيةً هائلة
لجميع أشكال الملكية، حتى أن بعض المصادر زعمت أن (برنادوت) رسم وشماً على جسده
يقول: ”الموت للملك“. لقد كان الرجل يكره الملكية لدرجة أنه سجل في كتاباته: ”كوني
جمهورياً قلباً وقالباً، فأنا أريد محاربة جميع الملكيين حتى آخر رمق“.
في عام 1810، كان ملك السويد المريض قريباً من الرحيل
وبدون وريث، لم يكن السويديون يرغبون في دخول بلادهم مرحلة من الفراغ وأن يشتعل
الصراع على الحكم، خاصة وأن روسيا المجاورة كانت قوية للغاية وعينها كانت على
السويد، لذلك بدأت السويد تبحث بشكل محموم عن حاكم قوي من الأفضل أن يكون شخصاً
يتمتع بخبرة عسكرية واسعة. وبعد انتهاء عملية التصفيات، وللمفارقة، انتهى بهم
الأمر إلى تقديم العرش لـ(برنادوت).
صُدم
(نابليون) الذي كان على دراية تامة بموقف (برنادوت) بشأن الملكية من هذا العرض
السخيف واختار ألا يؤيد الفكرة أو يعارضها، وقد اتضح لاحقاً أنها لم تكن خطوة
حكيمة من جانبه، لأن (برنادوت) سرعان ما قام ببعض الحسابات العقلية ووصل إلى
استنتاج مفاده أن كراهية الملوك هي أسهل بكثير عندما لا يكون هناك عرش معروض عليك،
وتخلى عن موقفه المناهض للملكية بكل بساطة، وتولى لقب ولي العهد (تشارلز جون)،
وتولى قيادة الجيش السويدي.
وبوصفه
أميراً، غزا النرويج، وقاتل أيضاً ضد (نابليون) وفي وقت لاحق، ارتقى إلى العرش
باسم الملك (تشارلز جون) الرابع عشر، وانتهت القصة عند تلك المرحلة، لأنه تابع
حياته كحاكم محافظ وممل ولا يحظى بشعبية.
مواضيع
تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص
للأطفال وحكايات معبّرة
للمزيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق