الصفحات

الأحد، 12 أغسطس 2018

• نوادر العرب: أيهما أفضل الحظ أم القداسة


يُحكى أن هنالك ملكاً أرسل حرسه الخاص لإحضار أحد مستشاريه في ساعة متأخرة من الليل، وجاءوا بمستشاره وقد بان عليه الخوف والهلع، فلما مثل بين يديه، قال له الملك بصوت جهوري: إسمع أيها المستشار، لقد اخترتك من بين كل هؤلاء المستشارين لمعرفتي التامة أنك أرشدهم وأذكاهم.
فقال له المستشار وهو ينحني له إجلالاً، ألف شكر يا مولاي، وإن شاء الله سأكون عند حسن ظنك.
قال له الملك بعد أن اتكأ على عرشه: أتعلم أنني لم أنم ليلتي هذه لأن هنالك سؤالاً يؤرقني وأريد منك جوابه لأنك ملزم أن تُجيبني عنه وبالدليل القاطع.
أجابه: أبشر يا مولاي، سل سؤالك وسأجيبك باذن الله.
قال له: قل لي أيهما أفضل الحظ أم القداسة؟
أجابه وبدون أي مقدمات: طبعاً القداسة يامولاي!
ضحك الملك، وقال له: سأدحض رأيك بالدليل، أو أنك تثبت لي رأيك وبالدليل !فوافق المستشار.
خرجا في صباح اليوم التالي إلى أحد الأسواق ووقف الملك يتأمل في وجوه رعيته حتى رأى حمالاً (عتال) بائساً جداً، فأمر الحرس بجلبه إلى القصر، ثم أمر بأن يطعموه ويلبسوه الحرير، ثم جعله وزيراً، وأمر بإدخاله إلى مجلسه.
فاندهش المستشار عندما رأى العتال قد أصبح وزيراً!
فقال الملك للمستشار: الآن أيهما افضل الحظ ام القداسة!؟
فرد المستشار: أعطني فرصتي يا مولاي لأثبت لك أن رأيي هو الأصح !
خرج المستشار إلى السوق ووقف يتأمل وإذا به يرى حماراً هزيلاً وسخاً منهكاً من التعب، فاقترب منه وبدأ يتحسسه ويتلمسه والناس تنظر اليه باستغراب، حتى تجمهرت الناس من حوله ثم قال بصوت عالٍ: أيها الناس، أتعلمون أن هذا الحمار لطالما حمل على ظهره أحد أنبياء الله، فقد ذُكر وصفه في الكتاب الفلاني نقلاً عن فلان ابن فلان، فهذا الحمار من أهل الجنة.
وما هي إلا لحظات حتى أصبح ظهر الحمار الأجرب مزاراً،  وبدأت الناس تتبرك به، فهذا يطعمه، وذاك يغسل قدميه، وتلك تأخذ شعرة منه لتتزوج، وتلك تتمسح بمؤخرته لتُرزق بطفل. ثم أسكنوه ببيت نظيف وعينوا له خدماً، وصار الحمار يسرح ويمرح  في أي مكان ويأكل ويشرب من أي بيت يريد، والكل يقدسه ويتبرك به ..
ثم عاد المستشار إلى الملك وقال: الآن يا مولاي أيهما افضل؟ فطأطأ الملك رأسه.
ابتسم المستشار وقال: أتعلم يا مولاي ما الفرق بين الحظ والقداسه؟
قال الملك لا، قل لي مالفرق؟
قال له المستشار: أنت يا مولاي ألبست هذا العتال ثوب العافية والمال والسلطة، وهذا ثوب زائل لأنك تستطيع سلبه اياه!
أما أنا فقد ألبست هذا الحمار ثوب القداسة، ولعمري إن هذا الثوب لا يمكن لأي أحد أن يسلبه إياه... حتى أنت يا مولايي...!


تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
إقرأ أيضاً

للمزيد              

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات


أيضاً وأيضاً




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق