كان
عيسى بن موسى، يُحِبُّ زَوجَتُهُ حُبًّا شديدًا، فقال لها يومًا: أنتِ طالقٌ، إنْ
لَم تكوني أحسنَ مِن القمر. فَنَهَضتْ، واحتَجَبَتْ عَنهُ، وقالت: قَد طَلّقتَني،
فباتَ بليلةٍ عظيمة.
فلما أصبحَ غدا إلى المنصور، وأخبَرهُ الخبر، وقال: يا
أميرَ المؤمنين، إنْ تَمَّ طلاقُها تَلِفَتْ نفسي غَمًّا، وكان المَوتُ أحَبُّ
إليَّ مِن الحياة.
وظهر للمنصورِ مِنه جَزَعٌ شديد، فأحضرَ الفقهاءَ،
واستفتاهم، فقال جميعُ مَن حضر: قد طُلِّقَتْ، إلا رجلٌ مِن أصحابِ أبي حنيفة،
فإنَّهُ سَكَتْ.
فقال
له المنصور: ما لكَ لا تتكلم؟
فقال:
بسم الله الرحمن الرحيم: (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا
الْبَلَدِ الأَمِينِ * لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) فلا
شيءَ أحسنَ مِن الإنسان.
فقال
المنصور، لعيسى بن موسى، قَد فَرَّجَ الله - تعالى - عنك، والأمر كما قال، فأقِم
على زوجتك. وراسَلَها أنْ أطيعي زَوجَك، فَما طُلِّقتِ.
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
إقرأ أيضاً
للمزيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق