كان اليوناني "فالاريس" القوي المستبد في
حوالي سنة 560 قبل الميلاد يحكم مستعمرة "أكراغاس" المتاخمة لساحل البحر
المتوسط، وجاءه في أحد الأيام، نحّات البلاط "بيريلاوس" ليعرض عليه
اختراعه الأحدث وهو مجسم "ثور" مصنوع من نحاس لماع...
لم يكن هذا الثور تمثالاً للزينة، بل كان مجهزاً ببضعة
أنابيب وصافرات، وكان مجوفاً من الداخل وله فتحة في أعلى ظهرة، كان هذا الثور في
واقع الأمر عبارة عن آلة تعذيب فظيعة، حيث يتم إضرام النار تحته حتى تبلغ أوجها، ويُلقى
بالضحية في جوفه من خلال الفتحة فيتم إحراقها حيةً بعد إغلاق بوابة الفتحة بإحكام،
ناهيك عن صيحات أنين الضحية وعويلها عبر الأنابيب والصافرات الممدودة داخل الثور.
وكان
"بيريلاوس" يعتقد أن هذا الاختراع سيدغدغ مشاعر "فالاريس"
ويعجبه كثيراً، ولكن سواء أُعجب "فالاريس" بهذا الاختراع أم لا، فإنه اعتبره
مفيداً لخدمته، وطلب من "بيريلاوس" أن يشرح أمامه ويوضّح له كيفية عمل
الثور، فأضرم النار تحته، وهَمّ "بيريلاوس" بتسلق ظهر الثور، فتم دفعه
إلى جوفه وإغلاق بوابة الفتحة بإحكام، فاحترق وشُوي على نار من صنع يديه، وكان "بيريلاوس"
أول ضحية يبتلعها هذا الثور الذي اخترعه هو بنفسه!... فـ" من
حفر حفرة لأخيه وقع فيها".
مواضيع تهم
الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال
وحكايات معبّرة
إقرأ أيضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق