في سنة 1925، واجه سكان بلدة "نوم" (Nome) الصغيرة الواقعة في "ألاسكا" وباء "الديفتيريا"
القاتل، مما تسبب في قلق كبير، حيث أنه خلال سنة 1921 أدى هذا المرض المعدي، الذي
يسبب نزيف الأنف والحنجرة، إلى هلاك ما يزيد عن 15000 مواطناً أميركياً.
كان العلاج الوحيد للمرض في بلدة "نوم" يقع
على بعد حوالي 750 كلم تقريباً في بلدة تعرف باسم "أنشوراج"، وقد أبدى
فريق من سائقي الزلاجات التي تجرها الكلاب المدربة استعداده لمحاولة إنقاذ سكان "نوم"
من هذا الموت المحتوم، كان يربط بين البلدتين طريق وحيد يبلغ طوله 1046 كلم يمر
خلال براري "ألاسكا" القاسية، مما جعل تقدير مدة توصيل الدواء إلى "نوم"
قد تستغرق حوالي الشهر، وهي مدة طويلة جداً بالنسبة للحالة الملحة التي تواجهها
البلدة.
لكن
تقسيم الرحلة على مراحل متعددة تتابعية قد يستغرق وقتا أقل، وقد بدأ السباق
التتابعي العظيم في السابع والعشرين من شهر يناير سنة 1925، مع 20 سائق زلاجة
وحوالي 150 كلباً، وخلال مسافة الثمانية والثمانين كيلومتر الأخيرة منها واجه سائق
الزلاجات "كازن" عاصفة ثلجية رهيبة درجة
برودتها 65 درجة مئوية تحت الصفر لم يستطع فيها هو ولا أي واحد من كلابه رؤية شيء
على الإطلاق، لكن أحد كلابه "بالتو" قادهم رغم ذلك خلال العاصفة الهوجاء
المرعبة، ولم يحد عن مساره أبداً، وفي نهاية المطاف، أوصل "بالتو" فريقه
إلى البلدة التي كانت تنتظر وصولهم على أحرّ من الجمر.
احتفل
سكان "نوم" بـالكلب "بالتو" على الفور، ونال كل الثناء على
توصيل المصل إليهم، وأصبح اسم "بالتو" اسما رائجاً في كل بيت من بيوت "نوم"
تقريباً، كما كرمته مدينة "نيويورك" من خلال تمثال تذكاري في متنزه "سنترال
بارك" في جزيرة "مانهاتن" بعد عام على عودته بالمصل.
المصدر: http://allthatsinteresting.com/balto
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق