كان قيس بن الملّوح في طفولته يرعى أغنام والده مع
ابنة عمه ليلى بنت العامريّة، ترعرعا معاً، وقع قيس في حب ليلى، لكنها أخفت حبّها
له طوالاً، فراح يكتب لها قصائد الحب العذري التي ذاعت بين القبائل، ولما جمع أجود
أنواع النوق طلب يدها من عمّه.
إلّا أن والد ليلى رفض طلبه لدحر العار، لأن القبائل
آنذاك كانت تمتنع عن تزويج اثنين ذاع حبّهما وإن كان عذرياً كما في قصائد قيس، وبعد
فترة وجيزة، تزوجت ليلى دون
موافقتها من "ورد بن محمد العقيلي" نزولاً عند رغبة أسرتها، ورحلا سوياً
إلى مدينة الطائف، الأمر الذي فطر قلب قيس، فقرر أن يرحل إلى البادية ليبقى وحيداً
دون أحد سوى الحيوانات، وامتنع عن الطعام حتى أصبح هزيلاً جداً.
وبسبب
أفعاله المجنونة التي قام بها نتيجة حبّه الكبير لليلى، أُطلق عليه لقب المجنون "مجنون
ليلى"، ولحسرة بعض الأصحاب لما آل إليه وضع قيس المُزري، توسّط العديد منهم
إلى والد ليلى، حتى قامت بعض الصراعات والحروب بين القبائل، وفيها هزمت قبيلة
العامرية، إلّا أنّه ورغم كل الصراعات والهزائم، لم يقبل والدها أن يتزوج قيس من
ابنته ليلى بسبب تصرفاته التي عكست عدم اتزان عقله.
فمرضت
ليلى لشدة حسرتها وأساها على زواجها من رجل آخر، إلى أن وافتها المنية لشدة الحزن،
لكن "قيس" لم يعلم بالأمر لأنه كان تائهاً في البرية يكتب القصائد ويزهد
بما حوله، وحين علم بالأمر، قضى يبحث عن ضريحها بأسى كبير، حتّى وجده، فبكى كثيراً
عليها إلى أن توفي بقربها، ودفن بجانبها.
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق