هذه الأسطورة البابلية هي
التي استمد شكسبير منها رائعته "روميو وجولييت"، حيث تبدأ القصة في بابل
العراقية بشاب وسيم يدعى "بيراموس"، كان "بيراموس" يسكن بجوار
"ثيسبي"، وهي فتاة بابلية جميلة، ويفصل بينهما جدار متلاصق مشترك واحد، أحبا
بعضهما، وعندما نضجا قررا الزواج، لكن تقاليد عائلتيهما حالت دون ذلك.
لكنهما استمرا في
التواصل عبر فتحة في الجدار، وذات ليلة، قررا الهروب من المدينة إلى البراري ليتزوجا،
واتفقا على أن يكون اللقاء بالقرب من شجرة توتٍ ذات ثمار بيضاء، إلى جانب ضريح الملك
"نينوى".
وفي الليلة الموعودة، وصلت
"ثيسبي" إلى شجرة التوت قرب قبر "نينوى"، لم تجد "بيراموس"
هناك، فقررت انتظاره، لكنها رأت لبوة تنهش فريستها، فهربت، سقط منديلها منها، فمزقته
اللبوة بأسنانها الملطخة بالدماء ثم رمته على الأرض وابتعدت...
وحين وصل "بيراموس"،
لم يجد سوى منديل "تيبسي" ممزقاً ومرمياً وملطخاً بالدماء، وآثار أقدام
اللبوة واضحة على طول الطريق، فتراءى له أن اللبوة افترست حبيبته...
هرع "بيراموس"
إلى المنديل وقبله بحرارة والدموع تحرق وجنتيه، ثم اتجه نحو شجرة التوت مكان ميعادهما،
مخاطباً إياها قائلاً "إنك الآن ستشربين من دمي". فاستل سيفه وطعن نفسه بين
ضلوعه، ليفور الدم ويصبغ ثمار التوت البيضاء باللون الأحمر، فولّدت التوت الشامي أحمر
اللون. وعندما قررت "تيبسي" العودة إلى مكان اللقاء، وجدت ثمار التوت قد
تغير لونها وصارت حمراء، فاستغربت كثيراً، إلى أن سمعت أنيناً بالقرب منها، فنظرت إلى
الأرض لتجد حبيبها "بيراموس" صريعاً على الأرض، سارعت إلى احتضانه بين يديها،
ورجته أن ينظر إليها مرة واحدة، ففتح عينيه ورمقها بنظرة الوداع الأخير قبل أن يرحل
عن العالم.
فرددت له كلماتها الأخيرة
بحسرة كبيرة "لقد قتلت نفسك لشدة حبك لي، وأنا وعدتك ألّا يفصل بيننا سوى الموت،
أمّا الآن، فحتّى الموت لن يفرقنا"...
واستلّت السيف ذاته الذي
قتل به "بيراموس" نفسه، لتغرزه في قلبها، وتموت بالقرب من حبيبها، وبقيت
ثمار التوت الشامي الأحمر تخليداً لحبّهما العظيم، وقد وُضع رمادهما في زجاجة واحدة،
حيث لم يفرق حتى الموت بينهما!
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق