الصفحات

الخميس، 23 نوفمبر 2017

• قصة تاريخية: الإسكندر يحاصر مدينة صور

كانت مدينة "صور" اللبنانية من أهم وأكبر المدن الفينيقية، وخلال حملاته المتكررة ضد الفرس، أراد الإسكندر العظيم الاستيلاء على المدينة من أجل حرمان الفرس من آخر موانئهم البحرية، إلا أن جيشه لم يكن قادراً على غزو المدينة لعدم توفر الوسائل المناسبة لاقتحام الجزيرة المحصنة بسور من حولها يبلغ ارتفاعه 45.8 م.

في البداية، أخبر الإسكندر سكان المدينة على أنهم إن تركوه يُقّدِّم قرباناً في معبد "ملقارت"، فإنه قد يعفيهم من عقوبة القتل، وعندما رفض حامو المدينة عرضه، أرسل مجموعة من الرسل من أجل التفاوض بشكل رسمي، فما كان من الصوريين إلا أن قتلوا الرُسُل ورموا جثثهم في البحر.
غضب الإسكندر وأمر رجاله بردم البحر وبناء جسر بطول كيلو متر واحد يربط صور البرية بصور البحرية، وظل المدافعون عن "صور" يهاجمون العاملين في بناء الجسر ويعيقون عملهم، فأمر الإسكندر ببناء برجين كبيرين لسلاح الرماة مغطيين بجلود غير مدبوغة لحمايتهما من الأسهم النارية، من أجل المساعدة على الإطاحة بالجزيرة وحماية بناة الجسر...
فقام الصوريون بسرعة بهجوم مضاد، استخدموا سفينة نقل الخيل القديمة، وملأوها بالأغصان اليابسة، والكبريت، ومختلف المواد القابلة للاحتراق الأخرى، ثم علقوا المراجل (القدور) المملوءة بالزيت أعلى  الصواري، بحيث تسقط جميعها على سطح السفينة بمجرد أن تحترق الصواري، كما وضعوا أثقالاً في مؤخرة السفينة فارتفعت مقدمتها، وأشعلوا فيها النيران وأطلقوها نحو الأعداء، فانتشر الحريق بسرعة، واجتاحت السفينة الأبراج وسحنت الرصيف، ودمرّت معدات الحصار، وأحرقت العديد من المقدونيين الذين كانوا يحاولون اخماد الحرائق.
ولكن وبعد معاناة استمرت سبعة أشهر تمكن الإسكندر من بناء الجسر، ثم حشد القوات البحرية من المدن الفينيقية التي كان قد احتلها من قبل، كما أرسل ملك "قبرص" 120 سفينة إضافية لمساعدته، وبذلك بلغ مجموع السفن الحربية تحت قيادته 223 سفينة.
بدأ الإسكندر اختبار السور في نقاط مختلفة مع جنوده، حتى استطاعوا إحداث فتحة في الطرف الجنوبي من الجزيرة، ثم قام بتنسيق هجوم عبر الفتحة مع قصف من جميع الجوانب من قبل البحرية، ويقال أن الإسكندر شارك شخصياً في الهجوم على المدينة، وهو يقاتل من أعلى برج الحصار.
ورغم استبسال مقاتلي مدينة صور استطاع جنود الإسكندر الدخول إلى المدينة والاستيلاء عليها بوحشية، قتل الإسكندر خلال المعركة ستة آلاف رجل صوري بمن فيهم ملك صور، وصلب ألفان، وباع بقية السكان البالغ عددهم ثلاثين ألفاً على شكل عبيد، فيما خسر هو أربعماية مقاتل.
أن شدة الأعمال الانتقامية التي قام بها الإسكندر تعكس شراسة المقاومة التي واجهته من الأبطال الصوريين الذين أعدموا رسله، كما تعكس طول مدة الحصار التي قضاها للاستيلاء على المدينة.


تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة

إقرأ أيضًا

                                                                                             

للمزيد                

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات


أيضًا وأيضًا

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها                                         

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق